طلال الحمود
إعلامي وكاتب سعودي، رئيس تحرير الأخبار الرياضية في قناة العربية.
TT

الداهية ومجموعة بنزيمة

استمع إلى المقالة

دخل السباق المحموم في الدوري السعودي بين المدرب الفرنسي لوران بلان ونظيره البرتغالي خورخي خيسوس مرحلة مهمة قبل الكشف عن هوية بطل الشتاء، وجاء تعثر الاتحاد المتصدر بتعادله أمام الفيحاء فرصة لمطاردة الهلال من أجل استعادة الصدارة تمهيداً للانفراد بها نحو الحفاظ على اللقب الذي حققه في الموسم الماضي.

ومع تعثر الاتحاد وعروضه المتباينة فإنه لا يبدو بعيداً عن حال الهلال صاحب المستوى المتذبذب في الموسم الحالي، خاصة أن لوران بلان لم ينجح حتى الآن بإقناع أنصار فريقه إلا من خلال الانتصارات التي تعددت أسبابها وطرقها من تألق حارس المرمى وبعض اللاعبين أحياناً، مروراً بتواضع مستوى المنافس وظروف المباراة، وصولاً إلى حسن الطالع وحسم المباريات بهدف الدقيقة الأخيرة، بعيداً عن وجود بصمة واضحة للمدرب أو هوية للفريق تمكنه من الاحتفاظ بالصدارة حتى النهاية وتحقيق اللقب.

وفي المقابل يجمع أنصار الهلال حتى الآن على أن مستوى الفريق لا يوازي ما قدمه في موسمه الإعجازي الذي انتهى باكتساح غير مسبوق للبطولات المحلية، وتحقيق أرقام قياسية ستبقى طويلاً في سجل كرة القدم السعودية، وربما كانت قناعات الداهية خيسوس من أسباب التراجع بعد إصراره على الاستعانة ببعض اللاعبين ومنهم المدافع علي البليهي الذي يواجه انتقادات بسبب كثرة الأخطاء، ما جعل مرمى الحارس المغربي ياسين بونو يتلقى 14 هدفاً خلال 14 جولة متساوياً مع التعاون صاحب المركز الثامن، وهذه الحصيلة تبرهن على تواضع مستوى دفاع الفريق العاصمي وتهدد بمزيد من هدر النقاط بالتعادل أو الخسارة.

ومع صعوبة دخول النصر أو الأهلي أو القادسية إلى سباق الصدارة، يبقى الاتحاد والهلال من الأوفر حظاً في الانفراد بمنافسة ثنائية تستمر حتى اليوم الأخير، غير أن استمرار لوران بلان أو خورخي خيسوس في منصبه حتى خط النهاية لا يبدو مؤكداً في حال استمر ارتباك الأول أمام خياراته وإصرار الثاني على قناعاته، وما يزيد من فرص بقاء المدرب الفرنسي أنه محاط بمجموعة يقودها كريم بنزيمة جاءت به وتسعى لإنجاحه بشتى الطرق، فضلاً عن أن نتائج الاتحاد في الموسم الحالي حققت طفرة كبرى قياساً على انتكاسته مع المدرب السابق، بينما يواجه نظيره البرتغالي تحدياً ضد الجميع لتحقيق اللقب والفوز ببطولة دوري أبطال آسيا والمنافسة في مونديال الأندية، ولكن دون التنازل عن قناعاته أو إعادة النظر في اختياراته، وغالباً سيصطدم هذا العجوز مع أنصار الهلال قبل انتهاء الموسم، في حال قرر التمسك برأيه وفرض رؤيته على مستقبل الفريق.