تقع منطقة نجران جنوب المملكة العربية السعودية، ويحدها من الشرق الربع الخالي، ومن الشمال محافظتا السليل ووادي الدواسر، ومن الغرب محافظتا تثليث وظهران الجنوب، ومن الجنوب دولة اليمن.
تعد نجران من أقدم الأماكن التي استقر فيها الإنسان، وقد عثر في مواقعها الأثرية والتاريخية على أدوات حجرية تعود إلى العصر الحجري القديم، إضافة إلى المكتشفات الأثرية التي تعود إلى عصور زمنية متفاوتة، مثل: المنشآت الحجرية، والفنون الصخرية، والنقوش الكتابية. ومن أهم هذه المواقع الأثرية، منطقة «حِمَى الثقافية» في شمال نجران. وقد أشار الأمير بدر بن فرحان آل سعود وزير الثقافة إلى تسجيل منطقة حمى الثقافية بنجران في قائمة مواقع التراث العالمي لليونيسكو بوصفها موقعاً ثقافياً ذا قيمة عالمية استثنائية للتراث الإنساني، ولكونه أحد أكبر مجمعات الفن الصخري بالعالم، ويعد سادس موقع تراثي سعودي يُسجل في القائمة إلى جانب المواقع الأخرى.
ويعود أقدم موقع أثري في منطقة حِمَى الثقافية إلى الفترة الأشولية من العصر الحجري القديم، حيث عُثر على قواطع حجرية وسكاكين، وشهدت المنطقة استيطاناً بشرياً، وأنشطة معيشية في العصور الحجرية، مثل الصيد والرعي والصناعة، بالإضافة إلى المقابر الركامية والمواقد والمستوطنات وورش تصنيع الفؤوس، بالإضافة إلى الأواني والمدقات، والسهام وغيرها، ومن المواقع التي اكتشفت فيها معثورات تؤرخ لعصور ما قبل التاريخ. وعُثر في عان جمل على أدوات صوانية منحوتة تعود إلى عصر البليستوسين 120 ألف - 12 ألف سنة قبل الوقت الحاضر. وعُثر فيه على قبور بُنيت بواسطة أحجار مصفوفة بطريقة المذنبات الأسطوانية الطويلة التي تعود إلى العصر البرونزي قبل نحو 7 آلاف سنة من الوقت الحاضر.
المملكة العربية السعودية بدأت تُظهر تاريخَ آثار تعود إلى آلاف السنين.