علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

تتويج

استمع إلى المقالة

لكل عمل ناجح رمز تتويجي في نهايته؛ فالطالب الناجح يتوج بشهادة النجاح، والتاجر يتوج بالربح في حال نجاح صفقته، والرياض توجت باستضافة «إكسبو 2030» المتزامن مع انتهاء رؤية السعودية، وهو رمز للنجاح.

وقد فرح السعوديون بهذا النجاح؛ أولاً لثقة العالم بتنظيم نسخة استثنائية للمعرض كما وعد بذلك ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ثانياً لأن ذلك سيسرع بإنهاء جميع مشاريعنا التي بدأ العمل بها والتي ستخدم المعرض، سواء كان ذلك في المواصلات أو الحدائق أو مشاريع الترفيه أياً كان نوعها أو غير ذلك، علماً أن مشاريع السعودية الحالية أصبحت مؤسساتية وتسير وفق جدول زمني لكل مرحلة، وهذا لا يعني أن كل شيء يسير على ما يرام؛ لأن التنفيذ على الأرض قد يواجه بعض العقبات، لكن القيادة وعدت بتذليل كل العقبات التي تواجه المشاريع. ويحضرني في هذا السياق قصة تقول إن الملك فهد (رحمه الله) سأل عدداً من الوزراء عن مشاريع معينة، ووعدوه أن يجيبوه بعد أسبوعين، وفي الموعد المحدد وفي جلسة مجلس الوزراء سأل الملك وزير المعارف - هكذا كان الاسم سابقاً - عن المطلوب منه، فأخبره أن الأمر يحتاج بعضاً من الوقت، وحتى لا أطيل، سأل ثلاثة وزراء آخرين ولم يعطوا جواباً شافياً كما وعدوا، فما كان من الملك فهد إلا أن أنهى الجلسة، وقال: لم نأتِ لنلعب! وهنا تورط وزير الإعلام الذي كان منوطاً به أن يدلي بحديث لـ«وكالة الأنباء السعودية» لتوزعه على وسائل الإعلام، فما كان من وزير الإعلام إلا أن يدلي بحديث عام حتى لا يقع في الحرج.

اليوم، السعودية تعيش وضعاً مختلفاً؛ فمشاريعها مبرمجة وتسير وفق برنامج زمني مفترض، وفي حال وجود عقبات تذلل من قبل القيادة بسرعة عالية.

لذلك نتوقع أن تحاول كل جهة مختصة أن تنهي مشاريعها بوتيرة أسرع من المعتاد، وقبل حلول استحقاق استضافة «إكسبو»، وقبل حلول استضافة كأس العالم، وقبل حلول استضافة البطولة الآسيوية 2027.

نعود لمكاسبنا كسعوديين، قبل المكاسب الاقتصادية، المكسب الحقيقي هو التعريف ببلدنا؛ فقد عُرفنا بالنفط فقط، ومشاركتنا في كأس العالم الأخيرة عرّفت بنا بشكل مختلف، وكان جمهورنا الأكثر حيوية، ولزماته التي أطلقها رددتها جماهير أخرى، وتنظيمنا لـ«الإكسبو» سيجعل زوّارنا المقدرين بأربعين مليون نسمة يعرفون بلدنا، ناهيك بأكثر من مليار زائر افتراضي.

ومن المعروف أن «إكسبو» ليس معرضاً للصناعات فقط، بل هو عرض حضاري. وأذكر أنني كنت في رحلة لإسبانيا عام 1992 ميلادية، وتزامن ذلك مع إقامة معرض «إكسبو»، فزرت المعرض. وبصفتي صحافياً ولست تاجراً، فقد استوقفتني رقصة الفلامنغو الإسبانية، وتذوقت معظم أطعمة العالم، ولكني فشلت في تذوق الطعام المغربي؛ لأن من كانت تقف على باب المطعم المغربي أخبرتني أن المطعم محجوز لمدة ثلاثة أيام مقبلة، وقد كنت على جناح سفر، ففاتني تذوق طعام أهلنا المغاربة.

«إكسبو» سيجعلنا أكثر سرعة في إنجاز مشاريعنا، وأتمنى أن نكون أكثر إتقاناً؛ لأننا سنعرض بلدنا لأعين زائريه. ودمتم.