سعد المهدي
TT

حينما أعلنت عدن خليجية اليمن

يدرك إخواننا في اليمن قبل غيرهم، أن أشقاءهم في دول مجلس التعاون وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية لن يقفوا مكتوفي الأيدي وقد استباحت بلادهم ميليشيات مسلحة حاولت فرض سياسة الأمر الواقع من أجل تحقيق أطماعها والرقص على أشلاء وعذابات الأبرياء ممن وقفوا في وجه مخططاتها على أنغام مقطوعة شيطانية لا تحرك في النفس إلا الكراهية، اغتصبت السلطة قفزا على الشرعية، ورفعت رايات الباطل، أرادت إخضاعه وإخضاعهم لإرادة قوى الخارج وراحت تتباهى بذلك وتلوح بالاعتداء على جيران اليمن من أهله الأقربين.
ومن أكثر الذين كان عندهم اليقين بأن لهم أشقاء لا يمكن أن يتخلوا عنهم رياضيو وشباب اليمن الذين تجلت وحدتهم بأشقائهم في الخليج من خلال عضويتهم في منافسات دورة كأس الخليج العربي منذ أكثر من عقد في الكويت (2003 / 2004) كأول الفعاليات نحو التكامل مع دول المنطقة، وكان ذلك أكثر وضوحا حين تسابقت هذه الدول في ترشيح اليمن لاستضافة الدورة مبكرا، تأكيدا لما يجمعهم بهم من وحدة الدين واللغة والمصير المشترك وأواصر القربى وهو ما تحقق في عدن من 22 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 4 ديسمبر (كانون الأول) 2010 الذي لمس فيه الجميع دفء المشاعر والانصهار التام الذي لا يمكن بعده الإصغاء لدعاة الشر أيا كانوا أن يدقوا أسافينهم، ومن هنا كان هؤلاء الشباب والرياضيون من إعلاميين وعاملين أكثر من رحب وتفاعل وتواصل للتأكيد على ثقتهم في أن الخير بعد الحزم ولا هدوءا إلا بعد عاصفته.
موقف الحزم الذي أخذته دول المنطقة وأشقاء آخرون، كان لحماية اليمن أرضا وشعبا وحكومة من خلال العمل العسكري وبعد أن نفذت كل السبل لثني المعتدي الذي لم يكن مطلوبا منه أكثر من أن يخاف الله في شعبه وبلده ويرضى أن يكون واحدا من مكوناته، وهو ما أجمع عليه القادة العرب في قمة شرم الشيخ من خلال استمرار «عاصفة الحزم» حتى تتحقق أهدافها التي أجملها الملك المفدى سلمان بن عبد العزيز حتى ينعم الشعب اليمني بإذن الله بالأمن والاستقرار، وهو ما بني عليه هذا التدخل الذي أعطى زمام الأمور لمن يسعى لمصلحة وخير اليمن وشعوب ودول المنطقة لا مستكبرا ولا طامعا أو غازيا.
30 ألف مشجع يمني تقاسموا مدرجات ملعب 22 مايو في عدن لحضور نهائي كأس دورة الخليج العشرين الرابع من ديسمبر التي جمعت المنتخب السعودي ونظيره الكويتي كان لهم بمثابة الحلم الذي تحقق وقد باتوا من النسيج الخليجي الذي طالما كان الجميع يؤمن بأنه سيتحقق فكان إعلان خليجية اليمن من عدن وخلفهم ملايين اليمنيين الذين ما خبروا يوما إلا أنهم جزء لا يتجزأ من هذا النسيج وهو ما يعزز اليوم الثقة فيهم بأن لا يسمحوا لمن يمكن لهم التشكيك أو التشويش فيما يجري، فهذه الدماء الممتزجة عبر التاريخ لا يمكن إلا أن تسعى لكل ما فيه خير لليمن واليمينيين درعا تحميهم وجارا يجيرهم وأخا يغيثهم.
سيتخلص اليمنيون من ميليشيات الشر وداعمها الفاسد، وسيكتب التاريخ أن المعتصم لم يمت، وأن العرب أمة حية بشبابها الذي سيحقق آمال أمته، بإيمانه بربه وتمسكه بعقيدته الصافية، وولائه لقادته ولتراب وطنه والذود عنه في السلم بالبناء، والحرب بالفداء.. من ساعد اليمنيين ليعمروا بلادهم واحتضنهم أخوة أعزة كرام بين ظهريه، لا يمكن إلا أن يساعد في حمايتهم وخيرهم واستقرارهم ولو عسكريا، وأي تفسير آخر لا بد من البحث عن ما وراءه ومن وراءه.