يُعدّ اكتئاب ما بعد الولادة من المشكلات النفسية المزعجة التي تعاني منها الأمهات، وقد تستمر معهن لأشهر طويلة، وتتطور لدى بعضهن إلى حد التفكير في الانتحار.
فكيف يمكن للأمهات الجدد تخطي مرحلة اكتئاب ما بعد الولادة؟
نقل موقع «سايكولوجي توداي»، عن عدد من الخبراء نصائحهم في هذا الشأن، وهي كما يلي:
وضع خطة للتعامل مع هذا الاكتئاب قبل الولادة
تجهز الأمهات الحوامل ما يُعرَف باسم «حقائب الولادة»، التي تحمل ملابسهن وملابس أطفالهن قبل أشهر من الولادة.
ومع ذلك، فإن أولئك الأمهات لا يفكرن في تجهيز خطة للتعامل مع اكتئاب ما بعد الولادة أثناء فترة حملهن، وهو الأمر الذي شجعت عليه الطبيبة النفسية ميلاني باريت، التي تعمل رئيسة للجمعية الدولية للطب النفسي الإنجابي.
وقالت باريت: «نظراً لأن واحدة من كل 7 نساء تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، فيجب أن يكون هناك تخطيط دقيق لكيفية التعامل معه».
وأضافت: «حتى لو كان المرأة تبدو في حالة نفسية جيدة خلال الحمل، فإن معرفة أن فترة ما بعد الولادة مقبلة بكل تقلباتها النفسية أمر مهم».
وتابعت: «ينبغي التفكير جيداً في الهيئة التي سيكون عليها الأمر، والدعم المفيد للنساء في هذه المرحلة».
وتقترح باريت أن تجري النساء محادثات مع أزواجهن أو غيرهم من الأفراد الرئيسيين في حياتهن بهذا الشأن، مؤكدة أنه من الأفضل أن يتم إجراء هذه المحادثات في حضور مقدمي خدمات الصحة العقلية.
لا تجعلي قلة النوم أمراً طبيعياً
النوم أمر حيوي للأمهات الجدد، حتى لو أخبرهن العالم بالتخلي عنه، والرضا بقضاء أيام متتالية دون نوم.
وتُعدّ اضطرابات النوم أحد عوامل الخطر للعديد من الاضطرابات النفسية.
وتؤكد طبيبة الأمراض الإنجابية مايثري أميريسكيري، مديرة الصحة العقلية للنساء في مركز بوسطن الطبي، أن «قلة النوم أمر متوقَّع، ولكن لا ينبغي عدُّه أمراً طبيعياً، لأنه سيؤثر على النساء سلبياً من الناحية النفسية ويفاقم أعراض اكتئاب ما بعد الولادة».
الوعي بعوامل الخطر لاضطراب ما بعد الولادة
إن الوعي بعوامل الخطر التي تفاقم من هذه المشكلة أمر مهم للغاية. فبالإضافة إلى اضطرابات النوم، تشمل عوامل الخطر المعروفة أيضاً التاريخ السابق لاضطرابات الصحة العقلية والحساسية السابقة للتغيرات الهرمونية، كما أشارت الدكتورة أميريسكيري.
كما ترى أميريسكيري وجود علاقة قوية بين الافتقار إلى الدعم الاجتماعي في الحياة عموماً واكتئاب ما بعد الولادة.
كما أن النساء ضحايا العنف المنزلي وأولئك اللاتي يعانين اقتصادياً معرضات بشكل خاص لتحديات الصحة العقلية بعد الولادة.
وتقول الدكتورة فرانسين هيوز، وهي طبيبة حاصلة على شهادة البورد في كل من طب الأم والجنين والتوليد وأمراض النساء المتخصصة في حالات الحمل عالية الخطورة بمستشفى ماساتشوستس العام، إن الحمل عالي الخطورة والولادة الطبية المعقَّدة يمكن أن يجعلا النساء أيضاً أكثر عرضة للاضطرابات النفسية، مثل اكتئاب ما بعد الولادة واضطراب ما بعد الصدمة المرتبط بالولادة.
ابحثي عن علاج
يقول الخبراء إنه في حالة تفاقم أعراض اكتئاب ما بعد الولادة واستمرارها لفترة طويلة، ينبغي على النساء البحث عن علاج نفسي، لأنهن إذا تُرِكْن دون علاج، فقد تستمر نوبة الاكتئاب الناتجة لسنوات.