تتوالى أيام المونديال، وتزداد عجلة المباريات سرعة، وتثبت النتائج حقيقة مهمة للغاية... مونديال 2022 هو مونديال المفاجآت...
مفاجآت على مستوى النتائج فجّر أهمها المنتخب السعودي، بعرض ونتيجة تاريخيين أمام الأرجنتين المرشح الدائم بين المرشحين الكبار في كل نسخة مونديالية فوق كوكب الأرض...
وما لفت النظر بشدة في مواجهة السعودية والأرجنتين هو عدم استسلام الأخضر لاسم وبراند الأرجنتين بما في ذلك ميسي.. تقدم ميسي ولم يخشَ الأخضر عواقب التجرؤ على التعادل، بل والتقدم وإحراج كتيبة ميسي تحت مرأى ومسمع من العالم كله... الأمر نفسه وبنتيجة التعادل، كان بين تونس والدنمارك... ثم المغرب أمام كرواتيا بعبع مونديال روسيا 2018.
اليابان فجّر مفاجأة أخرى أمام ألمانيا... وبمناسبة ألمانيا... فقد تعمد الألمان الظهور باللقطة التي تعكس إصرارهم على مفاهيمهم وإن كانت خاطئة، ونظرياتهم وإن كانت مرفوضة، وعاداتهم وإن كان بعضها منبوذاً، وكنت أتمنى لو التزموا مواثيق النسخة العربية تماماً، كما يحترم الآخرون مواثيقهم في المناسبات التي تأتي تحت مظلاتهم.
عودة إلى الجانب الفني... فقد تجرأ الكومبيوتر الياباني وأوقف الماكينات الألمانية التي تتحسر على أول هزيمة لهم بالمونديال في أول مباراة بمشوارهم...
منتخب ويلز رفع شعار الكفاح بكل شرف وإصرار في مواجهة منتخب أميركا، وحقق التعادل المستحق في دقائق قاتلة من عمر المباراة، في وقت ظن الجميع أن الأميركان حصدوا أول نقاطهم من جيب رفاق غاريث بيل.
وأعتقد أن المفاجآت ستتواصل وستكون هناك مفاجآت أخرى على مستوى جميع المواجهات في ظل انتفاضة المنتخبات التي جنبتها التوقعات دوائر التألق والإنجاز، وكأن البطولة حكر على الأسماء الكبيرة فقط... وهو ما يعكس ضوءاً كبيراً صوب منطقة في ملعب المنافسات كان يصورها البعض على أنها ملكية خاصة ممنوع الاقتراب منها أو التصوير... وهي وجهات نظر وقراءات وتوقعات المحللين في الاستوديوهات وعلى المنصات التحليلية المختلفة، بما يعود بنا إلى الكرة السهلة الجميلة المتاحة للجميع بعيداً عن التعقيدات و«كلاكيع» التناول التحليلي، الذي وصل بنا في مرحلة ما إلى تحويل الساندويتش الكروي الخفيف، إلى وجبة دسمة تصل إلى حد قتل الشهية، في ظل الإصرار على تكديس عقل المشاهد والمشجع بمصطلحات ونظريات هي في الأصل من صميم عمل المدرب، ولا شأن ولا فائدة منها أبداً مع مشجع يريد أن يرقص على أنغام هدف، ويغني على نوتة هجمة منظمة، أو كعب أو بينية أو دبل كيك أو رأسية، ثم يكون ما يكون... وهو من وجهة نظري أصل التشجيع الجميل، وعمق المحتوى السهل البسيط لكل مباراة ومواجهة ومنافسة.
إجمالاً... المونديال جميل... والمنافسات رائعة والمفاجآت تزيد الكرة جمالاً وإبهاراً... لكني في الوقت نفسه في انتظار المنتخب والمدرب واللاعب والحكم الذي سيفرض نفسه وشخصيته نجماً، وبطلاً متفرداً كل في جزئيته لتلك النسخة المونديالية الرائعة... فحتى الآن لم يبح الملعب بالنجم الأوحد أو حتى زمرة النجوم التي تجبر الأنظار على تتبعها أينما ذهبت وحيثما كانت... لنبقى في الانتظار... حتى يرفع الستار.
7:44 دقيقه
TT
الدرس سعودي
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة