مسلي آل معمر
كاتب رياضي
TT

الاتحاد والبقية في الطريق

لا أعتقد أن الحال الاتحادي تسر عدوا ولا صديقا، فالنادي يغرق في الديون، والمحبون يتصارعون في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، كل تلك النقاشات تدور دون أن يتساءل العقلاء: كيف نشأت أزمة الديون؟ من المتسبب فيها؟ وكيف تتفادى الأندية الأخرى مثل هذه الأزمة؟ وما الحلول؟

يقولون إن إدارة ابن داخل قد خلفت ديونا كبيرة، ثم جاءت إدارة الفايز وضاعفتها، وهناك مَنْ يقول إنها إدارة المرزوقي، بينما آخرون قالوا إدارة علوان، أما لماذا الحقيقة ضائعة أو غائبة (كما قال أحد المذيعين الشهيرين)؟ فذلك لسبب بسيط جدا، وهو أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب لم تلزم الإدارات بإبراء ذممها قبل تسليم النادي، وذلك من خلال الجمعيات العمومية نهاية كل موسم، والتي من المفترض أن تعقد سنويا، أقول هنا: التي من المفترض أن تعقد، وذلك لأنها غالبا لا تُعقد في ظل تقاعس رعاية الشباب عن دفع الأندية نحو ذلك، ولا أدري ماذا تعمل رعاية الشباب إذا كانت خدمات الملاعب سيئة، والصيانة وهمية، والمشاريع متعثرة، والجمعيات العمومية لا تُعقد، ومخرجات الأندية ضعيفة؟ أسألكم بالله؛ هل يذهب موظفو هذا القطاع الحكومي إلى مقار عملهم يوميا؟ إذا كانت الإجابة بـ«نعم»، فماذا يفعلون في مكاتبهم؟

قلت سابقا إن غالبية الأندية تمر بأزمات مالية، كالتي يمر بها نادي الاتحاد، وربما أكبر، لكن الفارق أن لاعبي تلك الفِرَق لم يشكوا أنديتهم، خوفا من نهاية غير سعيدة لمسيرتهم الاحترافية، بينما تجرأ لاعبو الاتحاد على ذلك، بل لم يقدم الشكوى ويتمسك بها سوى المنتشري ورضا تكر اللذين تم الاستغناء عنهما، وبعد أن فقدا الأمل في تمثيل الفريق، بينما وافق بقية اللاعبين الذين ما زال لديهم أمل في المشاركة على الجدولة والتأجيل، وبهذا تتضخم كرة الثلج، وتبقى الأزمة الاتحادية رهينة علاج المسكنات الذي ستنتج عنه مضاعفات أكبر مع مرور الوقت وارتفاع فاتورة المصاريف، وذلك في ظل النقص الحاد في الدخل، جراء غياب الرعاة وابتعاد الداعم الأكبر للنادي.

إن الضغوط التي تمارس على اللاعبين (في غالبية الأندية) لتوقيع مسيرات الرواتب وتأجيل دفع المستحقات ستكون عواقبها وخيمة، وهذا الأمر يأتي في ظل تقاعس لجنة الاحتراف، خصوصا أن رئيسها يقول: سنطلب قسائم الإيداعات البنكية ابتداء من الموسم المقبل، ولا أعلم ما الصعوبة في تطبيقها ابتداءً من الفترة الثانية؟ هل تريد أن تطبقها بعد أن تتضاعف الديون؟ ألم يكن زميلك أحمد الخميس يردد هذا الكلام منذ ثلاث سنوات دون أن نراه على أرض الواقع؟

أخيرا.. أزمة الديون تطوق أكثر من نادٍ غير الاتحاد، وستظهر نتائج ذلك في القريب.. فهل تعي لجنة الاحتراف (المتساهلة).. ورعاية الشباب (الغائبة) خطورة الوضع على الرياضة السعودية؟!