فهد العيسى
TT

منتخبكم!

ربما هي أكثر عبارة مستفزة يمكن أن تسمعها بين أفراد المجتمع السعودي عند خسارة أو تعثر منتخبنا الوطني، "هذا منتخبكم، نشوف وش راح يسوي منتخبكم"، لا أعلم من نحن وهم من هم؟!
منتخبنا نعم وبكل فخر فهو الوطن وهو من رفع الراية الخضراء في المونديال العالمي أربع مرات متتالية إلى جوار عمالقة المنتخبات العالمية العريقة البرازيل وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والأرجنتين، نعم منتخبنا الذي تسيّد آسيا لحقبة من الزمن وسيعود الشبح المرعب الذي يخشاه الجميع.
منتخبنا ربما تراجع أداؤه وتواضع مستواه وهذا أمر لا نريده، ولكن لا يبرر لك أن تشجع ضده مثلا أو تتمنى خسارته، لأن الكابتن هو لاعب من ذاك النادي أو لأن لاعب فريقك المفضل لم يشارك في تلك المباراة.
تغيب الأندية حقبا زمنية عن البطولات وتجد الدعم والمساندة حتى تعود وتنهض مجددا، ولكن عندما يخسر المنتخب حتى لو في مباراة ودية لن يرحموه ولن يدعموه ولن يصفقوا أو يهتفوا له، بل سيظل هو الفاشل في عيونهم الذي لن يعود لتحقيق أي إنجاز.
مسكين هذا الأخضر الذي بات بلا هوية تتقصده سهام الإحباط من كل حدب وصوب، يحبطونه ويقللون من عزيمته قبل خوض أي معترك كروي، ثم إذا أنهكوا جسده وقتلوا طموحه ذهبوا يبحثون عن إنجازه في البطولات الرسمية.
أرجوكم ثم أرجوكم المنتخب اليوم يحتاج إلينا بصورة أكبر من أي وقت مضي لندعمه بالصمت عن قول الشر قبل النطق بالخير تجاهه، من سيظل يكابر ولا يريد تشجيع الأخضر رغم خطئه فلا تجاهر بهذه المعصية الرياضية أمام مجتمعنا.
لملموا أعلام أنديتكم هذه الأيام وارفعوا الراية الخضراء ففوزه فوز لنا جميعا وخسارته موجعة لنا جميعا، حتى لو كان منتخبنا كما تقولون؛ فأنتم سعوديون لم تنزلوا لهذه الأرض من سطح القمر.
ختاما.. أيها الإعلام انهض من التعصب الذي أصابك، وأعد الثقة للاعبي الأخضر حتى يعيدوا الانجازات لنا.