في مقالي بالأمس، ورد اسم ابن سبأ، وفاتني أن أذكر أن الروايات قد اختلفت عليه، ما بين كونه شخصية وهمية أو حقيقية، لهذا فلديّ الشجاعة أن أعتذر عن ذلك.
يهمني في هذا الموضوع إخواننا الشيعة، وخصوصاً ثلاث شخصيات لهم الاحترام كتبوا لي ملاحظات، وهم: الشيخ حسن الصفار، والأستاذ محمد رضا نصر الله، والأستاذ توفيق السيف.
ويحق لي أن أعبر عن نفسي وأؤكد أنني لا أقبل المهاترات أياً كانت، سواء عقائدية أو مذهبية أو عنصرية، وكل من يعرفني يشهد لي بذلك، ولديّ من الأخوة الشيعة أصدقاء أحبهم وأحترمهم وأفخر بهم ولا أساوم عليهم.
وبهذه المناسبة «المضطربة»، إن جاز التعبير، فلا بد من أن أقول إنه من عظمة الحضارة الإسلامية أنها كانت متنوعة الأعراق ومجبولة على التسامح. ومثال ذلك الدولة الفاطمية التي قامت بجهد كبير لتنظيم شؤون مصر الداخلية وفيها انتشر الأمن ووضعت النظم الإدارية ونمت الزراعة ونهضت بالتجارة الداخلية وشجعت الآداب والعلوم والفنون، رغم أنها كانت دولة في وسط مذهبي مختلف عن الأغلبية.
وقد ساهم الشيعة في الحضارة الإسلامية في الجوانب كافة، فمن شعراء الشيعة المشهورين الكميت بن زيد الأسدي، وأبو فراس الحمداني. وفي العلوم والرياضيات أحمد بن يوسف، والفيلسوف والعالِم ابن مسكويه الذي وصف عملية التطور، والعالِم الموسوعي في البصريات والفيزياء وعلم الفلك والهندسة وطب العيون ابن الهيثم.
في مقالي السابق، كان التركيز كلّه على اليهود في إيران، وهجرتهم إلى إسرائيل ودورهم فيها، وهجرتهم إلى أميركا ودورهم فيها. وكيف أن تلك الأدوار كانت كلها مجنّدة ضد العرب، وللأسف كانت عند حكومة إيران «عز الطلب» وبرداً وسلاماً.
وأختم بأنني كنت من أكثر الفرحين بالمؤتمر الذي افتتحه الملك عبد الله، رحمه الله، وعُقد في مكة المكرمة بحضور 800 شخصية من الزعماء والرموز الإسلامية من المذهبين السني والشيعي، لمواجهة تحديات الانغلاق والجهل.
TT
مواجهة الانغلاق والجهل
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة