بعد أن اختير الأمير عبد الله بن مساعد رئيسا عاما لرعاية الشباب قلت إنه اختيار موفق لأن الرئيس الجديد يعد الأفضل للمرحلة الجديدة بجديته وعلمه وخبرته في ملف الخصخصة والاستثمار الرياضي.
بدأ الرئيس الجديد باللعبة الشعبية، وحظي المؤتمر الصحافي الذي خصص لكرة القدم باهتمام كبير، ثم كان القرار الخاص بالنقل التلفزيوني لمسابقات كرة القدم السعودية.
وأسعدنا عبد الله بن مساعد بقرار مهم شمل الألعاب الرياضية كلها، حيث شكل «لجنة استراتيجية الرياضة السعودية» وهي تهتم بعمل الاتحادات الرياضية ودراسة أوضاعها وبحث السبل الكفيلة بتطوير كل الألعاب بغية اللحاق بالركب المتقدم. ومن أهم ما تسعى اللجنة لعمله تحديد الشركة الاستشارية التي ستقوم بإعادة صياغة هيكلة المنظومة الرياضية واتحاداتها ولجانها للألعاب المختلفة. ويبدو واضحا من خلال الأسماء التي اختارها رئيس الرياضة السعودية الجديد أن التركيز ينصب على كيفية تطوير الألعاب المختلفة، حيث عين لؤي ناظر رئيسا للجنة، ومعه الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد الله، والأمير عبد الحكيم بن مساعد، وإبراهيم القناص، وفهد الحريشي، وجميعهم يملكون خبرة رئاسة الاتحادات الرياضية، بالإضافة لمحمد المسحل أمين عام اللجنة الأولمبية، وسيتم اختيار عضوين آخرين في ما بعد.
الحقيقة أن من اختارهم الرئيس العام رئيس اللجنة الأولمبية من خيرة الأسماء، وهي لجنة اختيرت بعناية، ولا شك أن تواضع الأداء الأولمبي السعودي بحاجة ماسة لمثل هذه اللجنة المكلفة بوضع استراتيجية التطوير، ولأنني عضو سابق في الجمعية العمومية للجنة الأولمبية أدرك أن الناحية المالية تعد أكبر عقبة وأعقد مشكلة تواجه الاتحادات كافة، ولذلك أتوقع أن يكون تحريك وتفعيل هذا الجانب هو الأهم في هذه الاستراتيجية.
الأمير عبد الله بن مساعد وضع النقاط على الحروف في ما يتعلق بكرة القدم ثم الاتحادات الرياضية، مؤكدا أنه يسعى بجدية للتطوير. ولأن هذه الخطوات تنحصر في رياضة المنافسات فقط، وهي مسألة طبيعية على اعتبار أنها تحت لواء اللجنة الأولمبية، ولأنها من اختصاصات الأمير عبد الله بن مساعد، فإنني أطالب الأمير عبد الله بن مساعد بالخروج من نفس الدائرة الخاصة به، وأن يسعى مع جهات أخرى ليست رياضية لمشروع نهضة الرياضة السعودية الذي طالبت به في هذا الموقع مرارا وتكرارا، لأن من الخطأ أن نعتقد أن مشكلتنا تكمن في الرياضة التنافسية وحدها.
الحقيقة أن الأساس عندنا هش ومهترئ، لأن الممارسة أصلا ضعيفة، ومن غير المنطقي أن نحمل الاتحادات وحدها مسؤولية تواضع الأداء والنتائج، في حين أن الأساس ضعيف، وهذا الضعف لا تتحمله رعاية الشباب وحدها ولا اللجنة الأولمبية.
أدرك أن ثمة محاولات سابقة في هذا السياق، وكنت شخصيا عضوا في لجنة خاصة بالرياضة المدرسية تحت مظلة اللجنة الأولمبية، بيد أن الواقع يقول إننا بحاجة إلى مشروع كبير، وإلى استراتيجية شاملة تجمع الممارسة والمنافسة معا، ولا يمكن لأي مشروع خاص بالمنافسة أن يحقق المراد ما لم يدعم بأساس متين على مستوى الممارسة.
[email protected]
7:44 دقيقه
TT
إلى الرئيس العام: وماذا عن الممارسة؟!
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة