عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

قيمة العطاء في الملاعب!

بعض نجوم كرة القدم حققوا نجاحات كبيرة، رغم أنهم لا يملكون موهبة استثنائية أو نادرة. وبعض النجوم لم يرضوا عشاقهم، رغم الموهبة الفذة والمقدرة الاستثنائية. والسر في رأيي يكمن في العطاء. وبقدر ما يعطي النجم، يضيف مزيدا من النجاح. الموهبة وحدها لا تكفي، والمقدرة وحدها لا تحقق الهدف، لأن الأهم في مشوار أي لاعب يسعى للتفوق أن يعطي بإخلاص.
النجم الأرجنتيني المعروف غابرييل باتيستوتا، أحد أشهر الهدافين في تاريخ اللعبة، يعترف بعدم امتلاكه موهبة نادرة، ولكنه يمتلئ غيظا وهو يرى نجما موهوبا مثل الإيطالي بالوتيللي وهو يخلق المشكلات ويقف عاجزا غير قادر على الاستفادة من موهبته كما يجب. يقول باتيستوتا: «إنه من نوعية اللاعبين التي تثير غضبي. أنا لم أولد لاعب كرة قدم مثله، بل وصلت لكل ما حققته بالمجهود الشاق الذي بذلته، والتضحيات التي اضطررت لتقديمها. بالوتيللي.. كما آخرين، لديه كل شيء حلمت بامتلاكه. الذي يغضبني منه أنه لا يستخدم تلك الهبة التي منحه الله إياها.. في مصلحته».
وعن اللاعب الإيطالي المشاغب نفسه بالوتيللي يتحدث نجم ميلان السابق بوبان فيقول: «لو لعب في أيامي لكان حمل حقائب لاعبين مثل فان باستن.. وجورج واياه.. وشيفيشنكو. إنه لا يعرف قدر ما يعنيه ارتداء قميص ميلان».
لا شك أن تصريح بوبان أكثر قسوة من تصريح باتيستوتا، بيد أن القاسم المشترك في تصريحهما هو العطاء. لا يمكن للاعب كرة القدم أن يواصل مسيرته بقوة توازي موهبته في غياب العطاء.
لقد استطاع النجم الأرجنتيني الكبير ميسي أن يحقق النجاح تلو النجاح لأنه لم يتوقف عن بذل مزيد من العطاء الذي يتطلب الجهد والصبر والطموح والمثابرة والإخلاص. امتلك الموهبة وأضاف إليها العطاء. ولا يختلف كريستيانو رونالدو عن منافسه الكبير ميسي.
المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري يتحدث عن كريستيانو من هذه الزاوية فيقول: «الجميع يتحدث هراء حول كريستيانو رونالدو. بالنسبة لي هو أفضل رجل تعمل معه في العالم.. إنه دائما على استعداد.. دائما يحاول بذل قصارى جهده، ويتطلع لفعل شيء مختلف. لا أحد يعمل بمثل هذا الكد مثله». ويشير سكولاري إلى أمور شخصية لا علاقة لها بالعطاء مثل استخدام كريستيانو «الجل أو الكريم في الشعر»، مطالبا بترك النجم البرتغالي وشأنه.
وأختم بالقول إن الملاعب السعودية والعربية فقدت نجوما ومواهب قبل الأوان لأن عامل العطاء كان مفقودا. لم تهتم الإدارات ولا الأجهزة الفنية بأهمية العطاء.. وتكررت الخسائر!!!