لو أمعنت النظر إلى «التكست» المعروض مع البرامج الرياضية أو تغريدات المغردين في «تويتر»، لا حديث للجماهير الرياضية إلا عن التحكيم، كل جمهور ناد يشكو من الظلم، بل إن هناك من يتفنن في إخراج اللقطات ودبلجتها لكي يثبت استفادة المنافس أو تضرر فريقه، لقد تحول المحللون التحكيميون إلى نجوم يترقب العشاق ظهورهم كما يترقبون مباريات فرقهم المفضلة، لعل هذا المحلل يثبت شرعية جزائية محتسبة أو غير محتسبة، أو ليؤكد تضرر الفريق المفضل أو استفادة المنافس، الحالة أصبحت أقرب إلى الهوس، ولا تحليل لها إلا أن غالبية الفرق، إن لم تكن جميعها أصبحت لا تثق في قدرتها على التفوق فنيا فلجأت للضغط على الحكام، وأصبحت إدارات الأندية تجد أن الحكم هو المبرر الأسهل والأجهز لها أمام الجماهير والإعلام.
قد نكابر إذا لم نقل إن أخطاء الحكام هذا الموسم واضحة ومتكررة في كل مباراة، لكن ردود الفعل أشد وطأة من الأخطاء، خصوصا من قبل النصراويين والهلاليين، بل أجزم بأن الخاسر منهما للقب الدوري سيضع اللوم كله على الحكام ولجنتهم.
اتحاد الكرة يلتزم الصمت ويرمي العبء كله على اللجنة، عمر المهنا لا يريد الاعتراف بالمشكلة ومواجهتها، ولا أعلم لماذا لا يفتح المجال أمام الأندية الساخطة على الحكام لطلب الأجانب لمبارياتهم لعدد غير محدود من المباريات، وذلك مع فرض ضوابط معينة من شأنها أن تخفف الضغوطات على الحكام المحليين وتطور مستوياتهم؟
تخيلوا تفعيل ذلك بفرض رسوم إضافية على كل ناد يطلب حكاما أجانب لا تقل عن مائة ألف ريال، تذهب إلى صندوق يخصص كمكافآت ودورات للحكام المحليين، كذلك يفرض على الأندية أن ترفق طلباتها للحكام الأجانب بإيداع للمبالغ في حساب الاتحاد، ولا يقبل التأجيل في الدفع، وهذا سيزيد من صعوبة الأمر على الأندية لأن غالبيتها مفلسة ولا تستطيع الدفع مقدما. لذا فإن العائد من فرض هذا المقترح ما يلي:
1 - إيجاد مورد إضافي لمكافآت الحكام وتطويرهم.
2 - تحويل الضغوط الجماهيرية والإعلامية الواقعة على الحكام إلى إدارات الأندية التي فتح لها المجال لجلب الأجانب.
3 - فرض رسوم إضافية على الأندية التي لا تثق في الحكم السعودي، وبالتالي يكون هناك ضريبة يدفعها النادي لتطوير الحكم المحلي.
الواقع يشير إلى أن قمم الكرة السعودية بدأت تتلاشى إلى السفوح، فالمميزون من اللاعبين والحكام والإداريين والمعلقين والفرق بدأوا يختفون ولم يبق إلا ذوو المستوى المتوسط والجيد، ولكي نثبت ذلك: علينا أن نمعن في أميز معلقينا الآن، فنجدهم كانوا من ذوي المستويات المتوسطة قبل 10 سنوات، كذلك بالنسبة للاعبين، فالمميزون هم من تجاوزا الثلاثين، أما الفرق الكروية فالمتصدر يفصله عن الثالث 13 نقطة، والثالث لا يفصله عن المهددين بالهبوط تسع نقاط.. وهذا يدفعنا إلى أن نقول: راح الطيبون!
7:44 دقيقه
TT
أنقذوا الحكام
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة