لا يمكن تفسير نتائج الاجتماع الأخير للاتحاد السعودي لكرة القدم، إلا بأنه إعلان عن خلل في الأداء خلال الفترة الماضية، رغم قصرها، وكأن الاتحاد قد صادق على نحو مباشر بصحة الانتقادات التي طالت عمل بعض لجانه، وقد ظل الاتحاد غالبا في موقف المتفرج أو الصامت، أو غير قادر على المواجهة والشفافية، ثم لحق بمنتقديه، وانفجر، وطالب بنفسه بالتغيير.
الاجتماع الأخير بمدينة جدة لم يكن عاديا من ناحية نتائجه، حيث تقرر إعادة تشكيل أو تغيير أعضاء خمس لجان لها وزنها وأهميتها، كما طالب بالإسراع في تشكيل أربع لجان، فيما ظل الإعلام يتساءل عن مصير بعضها منذ التشكيل الجديد لهذا الاتحاد.
ليس أمرا سهلا أن تتكون تسع لجان من جديد، أي نصف لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم، مما يعني اعترافا بوجود خلل واضح في الأداء، وهي نتيجة كارثية قياسا بعمر هذه الإدارة.
حين سألوني عن عنوان يصف هذا الاجتماع، أجبت: «اعتراف بالفشل».
بالنسبة لي، أرى أن أحمد عيد رئيس الاتحاد الحالي واجهة وخبرة وتعامل رائع مع جميع الأطراف، بيد أن بعض جوانب شخصيته وأسلوب تعامله تنعكس على أداء الاتحاد ككل، من ناحية التردد وبطء الأداء حتى البرود. وقد لاحظت أن الاتحاد ينتظر الكفاءات ولا يبحث عنها. ينتظر مثل مؤسسات كثيرة في عالمنا مطارديه من شتى الأشكال، دون محاولة بذل أي جهد لإحضار الأفضل، وقد يجد المرء لهم العذر لأنهم في واقع الأمر لا يعرفون ماذا يريدون وهنا الكارثة!
هذه التغييرات التي طالت بعض اللجان والاتحاد لم يكمل دورته الانتخابية الأولى دليل على أن الاختيار لم يكن صائبا من الأساس. ومن هنا قلت إن الاتحاد لم يبحث ولم يتعب نفسه في الاختيار، ولكي لا أظلم الرياضي الكبير أحمد عيد لا يجب أن ننسى أن أساس المشكلة هي الأندية التي قتلتها المجاملات والمحسوبيات ولم تحسن غالبيتها الاختيار الجيد، وقدمت أسماء لا وزن لها ولا خبرة لديها إلا فيما ندر.
أنانية عدد كبير من إدارات الأندية أفرزت هذه الحصيلة من الأسماء، ذلك أن بعض الإدارات تقدم أسماء مرشحيها إما على نحو أناني، فتختار القريب، أو تكون غير جادة ولا تكترث وترسل أي اسم.
أرجو من الاتحاد الحالي الذي يقوده الكابتن الكفاءة أحمد عيد أن يكون أكثر جدية في اختيار العناصر المؤهلة القادرة، التي تملك الاستعداد للعمل، ذلك أن الخبرة لن تكون كافية في ظل عدم الرغبة في العمل بجدية وإخلاص. أرجو أيضا أن نحاول قدر الإمكان التخلص من ألوان الأندية.
أقول قدر الإمكان لأنني أعرف أن العمل في كرة القدم السعودية بالذات بعيدا عن سيطرة ألوان الأندية الكبيرة أمر صعب في الحاضر.
7:44 دقيقه
TT
اتحاد الكرة واعتراف بالفشل!
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة