منذ أن بدأت الكتابة في مدونة «الشرق الأوسط»، تتباين ردود فعل الأعزاء من القراء فيما أكتب. البعض «يشاكسني» بشدة، والبعض يكتفي بكلمة مدح أو ذم.. وهذا هو حال الدنيا وطبيعة الأشياء.
لكن، هناك جانب آخر من تلك المناقشات، وهو الخاص بطبيعة محتوى ما أكتب. هناك من يطالبني بالتزام الموضوعات الجادة في الكتابة وأسلوب التحليل، وآخرون يدعون إلى الالتزام بطبيعة المدونات التي تميل إلى «شخصنة» المواقف وربما سرد أجواء شخصية من دون أن يكون لها أي مردود أو «إسقاط» عام.
الحقيقة أنني حائر بين الأمرين، فكلاهما وجيه للغاية. أسلوب الكتابة للمدونات بالفعل يجب أن يكون شديد الشخصية وأن يبتعد قدر المستطاع عن أسلوب مقالات الرأي، ولكن وجود المدونة في باب تابع لصحيفة رصينة مثل «الشرق الأوسط»، التي تعد تجربة جديدة في الصحافة العربية الدولية، يستلزم أن يكون ما يكتب ويتناول فيها ذي صلة بالشأن العام أكثر من الخاص.
وبما أنها تجربة جديدة، فالواقع أنني أسعى لتجربة أسلوب المزج والتناوب بين الأمور، أحيانا أكتب تحليلا، وأحيانا تجربة شخصية بما لها من إسقاط عام، وأحيانا أخرى مجرد شاردة مرت بذهني.. تاركا في النهاية الأمر لتقييم القارئ العزيز. وربما بعد فترة أتمكن من تحديد الخط الأكثر تفضيلا لديكم للاستمرار في التعامل معه.
وكنوع من التجريب، والتغيير في النمطية أيضا. أترككم مع أبيات لي من العامية المصرية (الزجل)، ربما أعجبكم، ربما أثار نقدكم.. لكن في النهاية، نسعى جميعا إلى إسعاد القارئ العزيز.
* الغابة:
هو سؤال ومالهش إجابة
هيا الدنيا قلبت غابة؟
أي غزالة يا عيني مصيرها
بين مخلب ضبع وفك ديابة
والبني آدم نسي أخلاقه
باعها رخيص وطال أنيابه
لو ماعشقتش غي ضلاله
يغرس سنه في قلب أصحابه
ولا همه عتب ولا معابة
هيا الدنيا قلبت غابة؟
***
ضاع الحس ف قلب الحي
عز النور مفيهوش ولا ضي
الظالم قاسي ف جبروته
مش عاوزك تنطق بـ«الآي»
ويلوم الدمعة الغلابة
هيا الدنيا قلبت غابة؟
***
مش بس نسيتوا الأخلاق
وبقيتوا بتشمتوا في الموت
حاكمونا مكان الخلاق
وهو الرحمن في الملكوت
ما كفاية.. مليتوها كآبة
وكأن الدنيا بقت غابة
8:11 دقيقه
TT
المدونة.. والغابة
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة