لم يكن هناك فقط الرسمية الخالصة، النابعة من حس الاحترام الواجب، في إصرار ثوهير حتى النهاية، دون جدوى، على بقاء ماسيمو موراتي رئيسا لنادي الإنتر، ولو لقليل من الوقت. فلا تصلح أي معرفة لإدارة الكرة الإيطالية بآليتها الغريبة وتركيبتها المعقدة، ومن أجل معرفة القدرات والخبرات اللازمة، التي كان يطلبها ثوهير من موراتي، لكي يصبح رئيسا لأحد أكبر الأندية الإيطالية بجماهيره الأكثر تطلبا، ينبغي أن يفهم خبايا الأمور جيدا، فإن لم يكن فهم كل ذلك سيفهمه بسرعة.
من الصعب أن تقتصر مهمة رئيس الإنتر على إدارة الأعمال التجارية، ذلك المجال الذي يتفوق فيه ثوهير بالطبع، فقطع هذا الطريق وجمع ثمار الاستثمارات الماضية لن يحقق النتيجة المرغوبة إلا إذا صاحبته الجرعة الكافية من الشغف. إذا لم يرد بالطبع أن يزعج «المشاعر التي ينقلها إلى الجماهير» التي لم يتحدث إليها موراتي على سبيل الصدفة بالأمس. فجماهير كرة القدم والإنتر على وجه الخصوص تعيش كرة القدم بشغف عميق وأحيانا عنيف. بالتالي، ينبغي التوضيح لثوهير أن العمل بشدة لا يكفي، ولا تكفي جملة «من لا يتجاوز الميلان هو»، فعليه أن يكسب الجماهير لصالحه. فالجماهير تنتظره بثقة، ولكن على أمل ألا تتحول هذه الثقة لشك. وهذا ما يتحمس الإندونيسي لقيادته؛ جمهور «يشعر» بطبيعته، أو بالأحرى تحركه المشاعر الرياضية ليست قليلة الشأن، أو يمكننا القول إنه يستشعر ما لصالح الإنتر.
وهناك أيضا المباراة المزدوجة لثوهير التي تتمثل في إدارة الإنتر من الجزء الآخر من العالم، ولفعل هذا لا يكفي تعلم «العيش» عن بعد بالرسائل القصيرة التي يتابع بها مباريات ماتزاري. فمدينة جاكرتا بعيدة أكثر مما تقوله المسافة بالطائرة التي تستغرق 13 ساعة من مدينة ميلانو، فكم من المرات يمكن للإرادة الحسنة للمستثمر الإندونيسي وشركاه أن تأتي به لإيطاليا.
ويحتاج الأمر لرجال لديهم نفس الأفكار ويعرفون كيف يحققونها؛ رجال ينفذون بإصرار الأشياء التي رآها موراتي في شركائه الجدد مثالية، والتي تتمثل في جعل النادي أكثر عصرية ودولية وربحية وطموحا لفتح أبواب جديدة ليس فقط في الشرق. لكن يحتاجون رجال أيضا يعرفون كيفية العمل والتعاون مع مدربين ولاعبين وتوفير أفضل الظروف لهم لينجح الفريق، علاوة على التعاون مع من ينجح في ذلك، لأنه يفعله منذ أعوام في إيطاليا. والتغيير أحيانا يحتاج لبناء، والانقلاب المفاجئ أحيانا قد يؤدي للتدمير، إذن تحتاج الإدارتان الاقتصادية والرياضية كلا منهما للأخرى، كما سيحتاج رجال ثوهير لمسؤولي الإنتر، خصوصا في البداية على الأقل، لأنهم يعرفون خبايا الأمور في الإنتر ولا يشاهدونه فقط من بعيد.
7:44 دقيقه
TT
ثوهير ينبغي أن يختار المسؤولين المناسبين في الإنتر
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة