مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

اللعانة كيف تكون

حدثني أحدهم عن (لعانة) زوجين (الزوج مع زوجته) - واللعانة هنا تعني الخباثة التي يشوبها الذكاء - والواقع أنني تعجبت واستمتعت بذلك (الديالوج) الذي برعا فيه، وصدقوني أنه عندما كان يحكي لي ذلك الرجل ما دار بينهما، تخيلت أنني أشاهد مباراة في كرة التنس بين (رافائيل نادال) الإسباني و(سيرينا وليمز) الأميركية، كل منهما يسدد الكرة لخصمه، فيرد عليه الآخر بتسديدة أعنف منها، ولكي لا أطيل عليكم، إليكم ما حكاه لي:
توقفت الزوجة أمام المحاسب في (رد سي مول) بجدة، وفتحت حقيبتها لتدفع ثمن مشترياتها، ولاحظ المحاسب وجود ريموت التلفزيون في حقيبتها، فلم يغالب فضوله وسألها باسمًا:
هل تحملين دومًا ريموت التلفزيون في حقيبتك؟!
أجابت: كلا ليس دائمًا، ولكن زوجي رفض الخروج معي للتسوق بسبب المباراة - الله يقطع مباريات كرة القدم من العالم كله - لهذا فعقابًا له أخذت الريموت معي.
فقلت لا شعوريًا: ول عليها تبغى تحرمنا.
قال: صبرك عليا الحكاية لم تنتهِ.
عندها ضحك المحاسب وقام بإرجاع جميع الأغراض التي اشترتها، انصدمت هي بما رأت، سألته عما يفعله؟!
أجاب المحاسب ضاحكًا: زوجك قام بإلغاء بطاقتك.
قلت له: (برافو) عليه، والله إنه يستاهل حبة خشم.
قال: طول بالك لا تصير (قرقعانة)، فبنت أبوها تعرف كيف (تلعب بالبيضة والحجرة).
سألته: كيف بالله عليك؟!
لقد أخرجت الزوجة بطاقة زوجها من حقيبتها وأعطتها للمحاسب ومن سوء طالع الزوج أنه لم يلغِ بطاقته الخاصة.
عندها صفقت أنا قائلاً: كذا (اللعانة) والاّ بلاش، قال لي: يا زينك ساكت، فالمسألة ما زال لها بقية، فانصدمت مرددًا: (يا حووووووول).
قال: عندما حاول المحاسب إدخال البطاقة في الماكينة خرجت رسالة نصية تقول: قم بإدخال الرمز الذي أرسلناه لهاتفك، قلت: الحقيقة أن الرجال ما هو سهل.
قال: وسع صدرك، ما زال في المعركة بقية، عندها لويت (بوزي) قليلاً وأنا أقول: هات ما عندك.
قال: ابتسمت الزوجة وأخرجت ما يبدو أنه هاتف زوجها وكانت الرسالة النصية مع الرمز على شاشته، فقد كانت قد أخذت هاتف زوجها مع الريموت حتى لا يزعجها خلال التسوق، اشترت الأغراض ورجعت للبيت والدنيا لا تسعها من فرط سعادتها بانتصارها.
قلت: الآن آمنت وجزمت بأن تلك المرأة خرجت من تحت الرماد، ويا ويل اللي يدوس لها على ذيل.
قال: انتظر، انتظر يا أهبل، فهي عندما وصلت البيت لاحظت عدم وجود السيارة أمام البيت، وكانت هناك ورقة مع ملاحظة على باب البيت تقول: لم أستطع إيجاد (الريموت) أنا ذاهب للشباب لمشاهدة المباراة، سأتأخر إن احتجتِ شيئًا اتصلي بي.
وأحلى ما في الموضوع هنا أنه ذهب وأخذ مفاتيح البيت معه.
عندها نفخت صدري قائلاً: كم أنا فخور بالرجال من أمثالي.