حسين شبكشي
رجل أعمال سعودي، ومستشار اقتصادي لعدد من الشركات الخليجية الكبرى، وعضو مجلس إدارة ورئيس مجلس إدارة في عدد من الشركات السعودية والأجنبية. نشر العديد من المقالات في مجالات مختصة، وفي صحف ومجلات عامة في العالم العربي. اختير عام 1995 «أحد قادة الغد» من قبل «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس. أول رجل أعمال سعودي وخليجي ينضم إلى «منتدى أمير ويلز لقادة الأعمال».
TT

حماية البحرين مطلب أخلاقي!

الأعمال الإرهابية التي تحصل في كل من العوامية بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، وفي منطقة الرزاز بالبحرين فيها من التشابه الشيء الكبير والكثير، مما يرجح فرضية التنسيق والترتيب المشترك، ويؤكد بما لا يدع أي مجال للشك أن هناك تدخلاً إيرانياً صريحاً يحرك المجرمين الإرهابيين في المنطقتين.
ففي الحالتين هناك استهداف واضح جداً لرجال الأمن، وتعطيل مقصود للحراك التنموي الذي ترعاه قوى الدولة في البلدين. ويأتي هذا الحراك الإرهابي في المنطقتين دليلاً دامغاً على تورط عظيم من قبل إيران في الشؤون الخليجية المحلية، وأطلقت لأجله أبواقها الإعلامية على عنانها في لبنان وإيران والعراق، تختلق فيها الأكاذيب تلو الأخرى عما يحصل في هذه المناطق، وهم بذلك الكذب يقدمون دليلاً آخر على حرص إيران على «تزكية» الخلافات ونشر الفكرة الشيطانية عن أسبابها لتكون وقودا على نار الصراعات الطائفية وتؤججها بشكل جنوني.
إيران أكبر عدو لنفسها، وعداؤها للخليج لم يعد فيه مكان للتخمين أو التأويل، فالمسألة واضحة الملامح، وكل يوم توجد وتقدم عشرات الأدلة لدعم تلك المقولة وتأكيدها بشكل ينفي أي جدل أو أي شك. مجاميع إرهابية ترفع لوحات ويافطات تحمل عبارات طائفية وشعارات لأحزاب إرهابية مثل «حزب الله» وصور لزعماء إرهابيين مثل حسن نصر الله لا يمكن القبول به أبداً، فهو يعامل تماما مثلما يعامل أي تهديد للأمن الأهلي عندما ترفع صور لفتيات عاريات أو أعلام «القاعدة» أو «داعش» وصور زعمائهم مثل البغدادي والظواهري. البحرين لها الحق الكامل في التصرف الأمني لما تراه مناسباً لإزالة كل أشكال وأنواع الاضطراب الأهلي وخلق دويلة داخل دويلة، دويلة خارج الحدود الأمنية تماما مثلما تقوم بفعله قوات الأمن السعودية.
هذه مساحة غير قابلة للنقاش ويجب أن تلقى حماية وقبول ودعم كل أفراد المجتمع الدولي سواء أكان ذلك من الأمم المتحدة أو العالم العربي. البحرين تتعرض لعملية قرصنة أمنية بامتياز، معالمها واضحة، وأيادي إيران وبصماتها واضحة وضوح الشمس، بحيث لا يمكن إنكاره أبداً ولا الإقلال منه ومن عواقبه الخطيرة جدا. ليس غريبا ولكن حتما مريبا أن نرى بعض دول مجلس التعاون الخليجي تتقاعس عن دعم البحرين عبر أبواقه الإعلامية المريبة، وهي نفسها كان لديها «أطماع» في أراضي البحرين نفسها، وتعتبر «حزب الله» الإرهابي مقاوماً، وإيران دولة وحلفا يجب احترامه، وهي بالتالي توفر السم المطلوب لقتل العلاقات الأخوية مهما كانت النوايا حسنة.
الخنجر المسوم عندما يأتي من الصديق المعروف يكون سمته القتل، وهذا تماما سبب الكثير من العلل التي يعيشها الخليج العربي بمؤسساته المختلفة.
البحرين لها عدو ظاهر هو إيران، وخصم آخر من داخل البيت الكبير، وهذا عدوان غادر لا يقل خطراً ولا إيلاماً. دعم البحرين في محنتها مهمة وطنية وأخلاقية بامتياز، ومن يشذ عن ذلك الأمر بأي شكل من الأشكال فهو اختار مسار الباطل ومسار الغدر.