أومبرتو زابيلوني
TT

الهدنة ضرورية لإنقاذ الميلان من الجحيم

إنه وداع طويل. من دون مشكلات ولا صفعات، لأن الحب كان كبيرا ورائعا جدا كي لا يتحول إلى انفصال مزعج. إنه فسخ بالتراضي، من دون التراشق بالأطباق بين غرفة وأخرى في لحظة حساسة وكارثية بالنسبة للفريق الذي يبحث عن بحر هادئ ليبدأ فيه نفخ شراعاته من جديد.
إن الطرفين المتنافسين يريدان خيرا بالميلان بشكل زائد لدرجة أنهما لا يوقعان اتفاق هدنة حتى الموسم القادم. سيتم الوصول إلى نهاية القصة، وليس نهاية الحب، مثلما أكد أدريانو غالياني أول من أمس لدى خروجه من أركوري بعد لقاء طويل جمعه بالرئيس سلفيو برلسكوني، وهو صديق قديم لا يزال يتحدث إليه المدير التنفيذي بصيغة الاحترام.
في «إيطاليا المتخصصين» التي يتحدث عنها برلسكوني في هذه الأيام، لا توجد مساحة لغالياني، والذي يعد، لخبرة امتدت 28 عاما، الأكثر تخصصا بين الجميع. توجد مساحة فقط للسيدة باربارا، الطالبة التي أصبحت امرأة ومديرة، وقدمت لأبيها خطة إعادة هيكلة لإدارة النادي التي انحصرت على شخص أدريانو غالياني. ويؤكد أبوها «لقد حملت الجحيم، لكنها بارعة وعنيدة». قريبا سوف تسنح الفرصة لتثبت هذا، إن الأفكار والجرأة لا تغيب عنها. لكن كرة القدم ليست دراستها التي تخصصت فيها.
إن نادي الميلان الجديد لن ينطلق فقط من المقر الجديد له، وإنما أيضا مع هيكل إداري جديد. لن يكون سهلا البدء مجددا من دون أدريانو غالياني، وهو أحد أفضل الإداريين الإيطاليين في آخر 28 عاما، إن لم يكن الأفضل على الإطلاق، فهو «كريستيانو رونالدو الإداريين بالأندية»، كما وصفه أنشيلوتي. وبالطبع استطاع غالياني خلال ربع قرن جمع أفضال أكثر من الأخطاء. إنه الشخص الذي جعل أحلام الرئيس برلسكوني للمستقبل واقعا بملء قاعة البطولات بالكثير من الكؤوس لدرجة أنه بات ضروريا الانتقال إلى مقر آخر حتى يتسنى عرضها أمام الجماهير. سيغادر المدير التنفيذي لأنه في 30 يوليو (تموز) سيطفئ 70 شمعة، وسيحدث بالميلان ما حدث في باقي شركات العائلة الأخرى، حيث تتولى مارينا وبيير سلفيو الإدارة.
إن أي شخص سيذهب للجلوس على مقعد المدير التنفيذي للميلان سيجد نفسه في منافسة مع إرث ثقيل للغاية، وبميزانية مختلفة تماما عن تلك التي كانت متاحة لدى غالياني حتى الموسم الماضي. من المثالية الاعتقاد بأن الميلان قادر في 25 عاما القادمة على تحقيق نفس ما حققه في أول 25 عاما من عهد برلسكوني. فتلك الأولى ستظل غير قابلة للتكرار. لكن لا يمكن الاعتقاد كذلك أن الميلان يمكنه مواصلة الغرق مثلما يفعل في هذا الموسم الكارثي. وإذا كان تم اختيار الرحيل الطويل، فإنه أيضا بهدف مساعدة الفريق على العمل في هدوء وتركيز.