TT

«الأسطورة».. مرة أخرى!

أثار الحوار التلفزيوني لنجم كرة القدم السعودي سامي الجابر «لاعب الهلال السابق ومدرب الفريق الحالي»، ضجة كبيرة في الوسط الرياضي، ولا تزال وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي منشغلة بما قاله سامي حتى كتابة هذه السطور. يهمني هنا أن أعود للحديث مجددا عن موضوع «الأسطورة»، أي عن أفضل النجوم؛ ذلك أن سامي الجابر رأى أن ماجد عبد الله هو أسطورة النصراويين ومحمد نور أسطورة الاتحاديين، رغم أنه ترك ناديه واتجه للنصر وخالد مسعد هو الأسطورة بالنسبة للأهلي، ووضع سامي نفسه أسطورة في الهلال.
والحقيقة أنني لا أريد أن أعقب على رأي النجم الكبير في اختياراته، سواء اتفقت أو اختلفت معه، وهو في نهاية الأمر يعبّر عن وجهة نظره، وله كل الحق، لا سيما إن كان الاختيار مبنيا على الجانب الفني البحت.
وجهة نظري التي سبق أن طرحتها كثيرا في «الشرق الأوسط» تتمثل في ضرورة الاهتمام بالمعايير، وأن من الطبيعي أن يحدث رأي سامي ضجة كبيرة، طالما أنه لم يحدث اتفاق على المعايير، هذا غير ما تطرق له الحوار المثير في جوانب أخرى لا تهمني كثيرا. وكنت أستنجد دائما بمادة ثرية قدمتها إحدى المجلات حول أهم نجم في تاريخ كرة القدم المصرية، حين شارك الخبراء بآرائهم الشخصية عطفا على المقدرة الفنية وحدها، وفاز بالمركز الأول النجم الكبير محمود الخطيب، وعندما تم اللجوء للغة الأرقام فاز بالمركز الأول النجم حسام حسن، وبذلك استحق كل واحد منهما لقب أفضل لاعب لكن باختلاف المعايير. ولكي أكون منصفا فإن مثل هذه الاختلافات التي تصل إلى حد الخلاف تحدث على المستوى العالمي وأطرافها أسماء عالمية ضخمة، مثل بيليه ومارادونا وروماريو وميسي. من البديهي أن يحدث الاختلاف طالما لم تحدد المعايير، علاوة على أهمية مسألة اختلاف الأجيال، وثمة خبراء يرفضون المقارنة أصلا لغياب العدل بسبب اختلاف الظروف باختلاف الأجيال، ومن هنا كان للإحصائيات والأرقام أهمية كبيرة.
وعودا على بدء.. أقول إن فريق الاتحاد مثلا لم يقدم لاعبا بمهارات غير عادية، مثل سعيد غراب، لكن هذا النجم لم يقدم بلغة الأرقام شيئا إن قورن بنجم الاتحاد السابق محمد نور، علما أن الأخير يتميز أيضا بمقدرة فنية فذة، وينسحب ذلك على بقية الفرق؛ فالنجم خالد مسعد أفضل فنان في تاريخ الأهلي لم يحقق إنجازات شخصية على مستوى ناديه وإن كان قد حقق الكثير على مستوى المنتخب، في الوقت الذي حقق فيه المدافع عبد الرزاق أبو داود إنجازات أكبر لناديه، ثم إنه كان مدافعا، في حين كان مسعد لاعب وسط، وهذه نقطة أخرى تجعل من المقارنة أمرا صعبا، ولذلك ننتهي إلى أن المقارنة غالبا تخضع للرأي الشخصي، إلا أن تدخلت لغة الأرقام.
في الهلال مثلا لا يمكن لأي هلالي أن ينسى يوسف الثنيان، الفنان المبدع الذي لم تشهد الملاعب العربية من يضاهيه في مهارة المراوغة والتمرير ببراعة، ولو جئنا للجانب الفني البحت لكان أولا، بيد أن لغة الأرقام ترجح كفة محمد الدعيع في الحراسة وسامي الجابر في وسط الميدان.
أما رأيي في كلمة أسطورة تحديدا فقد قلته في السابق.

[email protected]