لوثار ماتيوس
TT

توقعاتي لكأس أوروبا

قد ينخرط أنصار كريستيانو رونالدو في البكاء عندما أبدي توقعاتي للمنتخبات الـ24 المشاركة في البطولة وأشير إلى خطر خروج المنتخب البرتغالي من الدور الأول للبطولة. ظاهريا، يبدو أن المنتخب البرتغالي في مجموعة سهلة مع منتخبات مثل آيسلندا والنمسا والمجر، ولكن مستوى المنتخبات الثلاثة تطور بشكل هائل. وإذا خرج رونالدو بفريقه قبل بلوغ دور الثمانية في البطولة، ستكون سمعته على المحك. سيشتهر بأنه يستطيع فقط الفوز بالألقاب مع ريال مدريد مثلما حدث مؤخرا بتتويجه بلقب دوري الأبطال الأوروبي.
وعلى النقيض، يبدو المنتخب البرتغالي بالنسبة لي فريقا ضعيفا للغاية رغم وجود النجم الرائع الشاب ريناتو سانشيز البالغ من العمر 18 عاما، والذي اشتراه بايرن ميونيخ للتو من بنفيكا البرتغالي مقابل 35 مليون يورو. نصيحتي لكريستيانو رونالدو: احتفظ بشجاعتك ولا تصرخ.
من وجهة نظري، هذه الأمم الكروية القوية مثل كرواتيا مع وجود لاعبين بارزين مثل لوكا مودريتش، أو المنتخبات التي تحسن مستواها مثل المنتخب الإنجليزي وربما المنتخب الإيطالي ستشق طريقها على الأكثر إلى دور الثمانية للبطولة. المنتخب الإيطالي خضع لعملية تنقيح شاملة بقيادة المدرب أنطونيو كونتي الذي قرر خوض البطولة من دون النجم المخضرم أندريا بيرلو الذي يلعب في نيويورك. كما تم الاستغناء عن المهاجم ماريو بالوتيللي. في الوقت الحالي، لا يمتلك المنتخب الإيطالي وجها بارزا باستثناء الحارس جانلويجي بوفون - 38 عاما -.
ويدفعنا هذا إلى أن أبرز المرشحين للفوز باللقب هما المنتخبان الألماني بطل العالم والإسباني حامل اللقب الأوروبي.
ويعتمد المدرب الألماني يواخيم لوف مجددا على محور من لاعبي بايرن ميونيخ. وإلى جانب مانويل نوير في حراسة المرمى، هناك في قلب الدفاع جيروم بواتينج وماتس هوملز المنتقل حديثا من بوروسيا دورتموند إلى بايرن. وفي الأمام، يراهن لوف على ماريو غوتزه الذي سجل هدف الفوز على الأرجنتين في نهائي كأس العالم 2014 وكذلك توماس مولر، هداف كأس العالم. سيكون من الصعب تعويض القائد فيليب لام والمهاجم ميروسلاف كلوزه اللذين أعلنا اعتزالهما اللعب الدولي. والحقيقة أن القائد الجديد للفريق باستيان شفاينشتايجر عانى كثيرا من الإصابة خلال موسمه مع مانشستر يونايتد، وستكون خطة إعادته تدريجيا للمنتخب الألماني جيدة لكنها تنطوي على مخاطرة.
وأخرج المدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني من حساباته المهاجم فيرناندو توريس الذي سجل قبل ثماني سنوات هدف الفوز 1 - 0 على المنتخب الألماني في نهائي يورو 2008. كما سيخوض دل بوسكي البطولة من دون المهاجم دييجو كوستا صاحب الخبرة الكبيرة وصانع اللعب الشاب إيسكو واللاعب المتألق ساول نيجويز. وفي المقابل، سيعتمد على المهاجم الشاب ألفارو موراتا الذي تركه ريال مدريد إلى يوفنتوس، كما سيعتمد على لوكاس فاسكيز اللاعب الاحتياطي في ريال مدريد. وهناك أيضا أريتز أدوريز - 35 عاما - مهاجم أتلتيك بلباو.
وبهذا، انتقى دل بوسكي مزيجا مثيرا من اللاعبين. وباستثناء تشافي (الذي ترك برشلونة إلى فريق السد القطري)، يمكن لدل بوسكي الاعتماد على الكتلة نفسها من نجوم برشلونة الذين يمكنهم تحقيق النجاح للفريق مثل أندريس إنييستا وخوردي ألبا وجيرارد بيكيه وسيرخيو بوسكيتس.
ومن الطبيعي أن يكون المنتخب الفرنسي ضمن أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب كمنتخب للبلد المضيف. ولا يبشر وجود نجوم مثل بول بوجبا (يوفنتوس) وأوليفيه جيرو (آرسنال) وأنطوان جريزمان (أتلتيكو مدريد) بأن يقدم المنتخب الفرنسي عروضا رائعة فقط، وإنما تبشر هذه الوفرة من النجوم بكثير من الأهداف للفريق. من المثير بالفعل أن نرى ما سيقدمه جريزمان. لم يعد هناك اللاعب الذي يغير لون شعره كل ثلاثة أيام، ولم يعد هناك اللاعب المشهور بمغامراته الليلية. جريزمان يمكنه أن يصبح النجم الأبرز للبطولة، وهذا ما أعتقد في إمكانية حدوثه أيضا للألماني توني كروس من خلال تمريراته الرائعة.
والآن، لا تندهشوا أنني أرى منتخبا آخر سيكون في قمة مستواه على أرض الملعب وهو المنتخب البلجيكي، فهم يمتلكون هذا المزيج الرائع من النشاط والقوة واللياقة الفنية. أحتاج أيضا إلى متابعة كيفن دي بروين نجم مانشستر سيتي وإيدن هازارد (تشيلسي) أو يانيك كاراسكو الذي سجل لفريقه أتلتيكو مدريد هدف التعادل 1 - 1 أمام الريال في نهائي دوري الأبطال. إنهم ثلاثة لاعبين من فريق قوي جدا. إذا فاز المنتخب البلجيكي بلقب هذه البطولة، فلن تكون مفاجأة.