سعد المهدي
TT

بل سنصفق نحن في الاتجاه الصحيح

الرؤية السعودية 2030 مسؤولية كل السعوديين لا يمكن لها أن تتحقق إلا بهم جميعا، هذا أمر بديهي، فكل تفاصيلها مربوطة بتوائمهم مع سياقها الفكري والعملي وقبل ذلك إيمانهم أنها تمثلهم، هذا أيضا لا يكفي، حيث تتطلب تماثلهم مع أفكارها وخططها والبحث عن مكانهم في آلية تنفيذها والإيمان بأهدافها.
نعم سنصفق لمن فكر وهندس وأطلق الرؤية، أما هي فتحتاج منا أن نتلقفها بحسن فهم، وسرعة استجابة، ليس من الضروري أن تنضم لمن اختاروا التصفيق أن لم تقتنع بحقهم في ذلك لكن من غير المسموح أن تنأى بنفسك عن الاندماج في الخطة والمشاركة في دفعها للأمام، ولأن البعض لا يرى نفسه إلا عندما يسير عكس الاتجاه وإن ظن أنه يسلك الاتجاه الصحيح هذا لا يعني أن يعتبر غيره على خطأ.
الرؤية وضعت آليات التنفيذ وحددت المهام وزمنتها، الآن لن يهبط أحد من الفضاء، السعوديون جميعهم من سيباشر العمل، علينا أن نتذكر أننا نؤسس القاعدة التي ترتكز عليها الأجيال القادمة، وبالتالي البدء في زرع أفكارها في أدمغتهم من خلال الأسرة والمدرسة والمسجد والإعلام، لا بد أن يعرفوا أنها لهم ومن أجلهم، هم من يستطيع حملها وحمايتها والمضي بها نحو تحقيق أهدافها حين تأكد لهم أنها حقيبة أحلامهم.
هذه لحظة فارقة احتفاء الإعلام بها طبيعي ولا يمكن إلا أن يكون كذلك، وهو لا يعني أن يقصر عن المتابعة والمراقبة فهذا دوره المهني، لكن وطنيته ستحتم عليه أن يكون حصيفا متزنا في نقله ونقده، أمينا في طرحه، وأن يكون المواطن قويا في دعمه، قائما بدوره كشريك مسؤول، لا مستسلما للظنون والشكوك سلبيا في العمل أو مترددا في التصدي لمن يريد الإلحاق به وببلاده الأذى، يكفي فقط أن نتذكر دائما أن الرؤية السعودية من أجل السعوديين وأنهم من سيصنعها لا غيرهم.
الهيئة العامة للرياضة من آليات تنفيذ الرؤية هذه واحدة من محاضن الشباب الأكثر استقطابا وأهميتها تكمن في أنها ستلعب أدوارا مركبة، ففيها بناء الجسم السليم والشخصية السوية، وهاتان الصفتان تتحققان بممارسة الرياضة والترويح في ظروف تهيأت فيها الإمكانات والمستلزمات والأدوات الرياضية والكوادر البشرية المؤهلة، والأخرى بتهيئة المناخ المناسب الذي تتحقق فيه وسائل الجذب، وزرع القيم، وصون المبادئ.
دور المجتمع في ذلك استثمار ما سيتهيأ له بالانخراط في تفعيل هذه البرامج والتجاوب مع الأنظمة والقوانين الضامنة للاستفادة العامة، والمساهمة في كبح جماح هواة تخريب الممتلكات أو إفساد العقول من المرجفين في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، التنافس ليس التشاحن، والإثارة تشتق من الشغف والاستمتاع، والتشكيك في العدالة ينتهي بتطبيق اللوائح والأنظمة والقوانين، نريد أن تكون الرياضة والرياضيون في مقدمة عربة الرؤية السعودية نحو المستقبل المشرق.
الرياضيون بمقدورهم دائما تقديم بلادهم للعالم بأحسن صورة.. أثق أننا نستطيع.