توبين هارشو
TT

فريق أحلام لهزيمة «داعش»

توعد الرئيس الفرنسي هولاند «داعش» بحرب «لا هوادة فيها». ويقول الرئيس الروسي بوتين إن بلاده تركز على «إيجاد ومعاقبة الفاعلين» الذين أسقطوا طائرة ركاب روسية فوق الأراضي المصرية. ويصرح الرئيس الأميركي أوباما بأن الهدف هو «تحجيم وفي نهاية المطاف تدمير هذا التنظيم الإرهابي».
لكن كيف؟ ذلك هو السؤال الذي لا يبدو أن أيًا من هؤلاء الرجال يرغب في الإجابة عنه. وإليكم فكرة واحدة، والتي بينما لا تعتبر المثلى من الناحية العسكرية، فإنها ربما تقلص المخاطر السياسية: شكلوا تحالفًا واسعًا، على غرار ذلك التحالف الذي طرد قوات صدام حسين من الكويت في 1991.
لا أحد يعتقد أن المهمة سهلة. إن فكرة تعاون قوات غربية مع نظيرتها الروسية مستبعدة ومكروهة. لكن بوادر تعاون بين الجانبين تلوح في الأفق. كذلك نفذت المقاتلات الفرنسية مسترشدة بمعلومات استخبارية أميركية عمليات قصف جوي على الرقة، في سوريا. ووجه بوتين بحريته بالتعاون مع السفن الحربية الفرنسية في البحر المتوسط.
وتعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بـ«محو داعش»، لكنه دعا فحسب إلى زيادة مشاركة القوات الجوية الملكية في الغارات الجوية.
من جهته، يقول جيمس جيفري، السفير الأميركي لدى العراق بين عامي 2010 و2012، إن «الرئيس يقول إن هدفه هو (تحجيم وتدمير داعش)، لكنك لن تفعل ذلك بشن المزيد من الغارات الجوية».
ماذا عن القوات البرية المشاركة بالفعل في القتال؟ لقد استعادت قوات البيشمركة، والمعارضون السوريون المدعومون من الغرب، مدينة سنجار العراقية من قوات «داعش» الأسبوع الماضي. لقد حققت استراتيجية دعم قوات محلية نجاحًا من قبل.
لكن النظرة الممحصة تكشف أن هذه سابقة ضعيفة.
إذن لو كان محو «داعش» هو الهدف، فلماذا لا يلتزم قادة العالم بإرسال قوات بلادهم؟ يمتلك أوباما أسبابًا عدة للممانعة: الأميركيون على الأرجح لن يطيقوا سقوط ضحايا بعد 14 عامًا من الحرب في أفغانستان والعراق، إذ لطالما تعهد الرئيس الأميركي بإنهاء هذين الاشتباكين الدمويين.
أما بوتين، فيواجه على ما يبدو مخاوف سياسية أقل، لكن لروسيا كسرتها الخاصة في أفغانستان. أما كاميرون فليس متأكدًا تمامًا من أن خطته الرامية لزيادة الدعم الجوي ستمر عبر البرلمان. ويدعو هولاند إلى توحيد القوة العالمية، ويدفع باتجاه تحرك في مجلس الأمن الدولي، لكنه لم يتطرق إلى فكرة نشر جنود فرنسيين على الأرض.
لقد صدرت تلميحات عن إمكانية التحرك من جانب بلدان عربية، لكن الأمر توقف عند ذلك الحد. ويمتلك الأردن جيشًا كفؤا قوامه 100 ألف جندي. لذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه، في ظل إحجام الجميع عن التحرك المنفرد: هل يمكن تقاسم العبء العسكري؟ تحالف حرب الخليج كان له نصيب من الشركاء المستغربين، بما في ذلك سوريا، التي كان يحكمها آنذاك حافظ الأسد. وبينما لا تتعاون الولايات المتحدة وإيران من الناحية الفنية في العراق، فقد بحثتا الأمر خلال المفاوضات النووية التي جرت في فيينا العام الماضي.
من الناحية التكتيكية، من شأن التحالف الواسع بين البلدان أن يخلق المشاكل. ويشعر الكثير من الخبراء بأن تولية الناتو الحرب الأفغانية جعلت سلسلة القيادة بطيئة وثقيلة. ومن حيث السرعة والكفاءة، سيكون من الأفضل بالتأكيد أن ترسل الولايات المتحدة قوات برية بمفردها لمحاربة «داعش»، لكن بالتنسيق مع الجيش الروسي لتفادي نشوب اشتباك عرضي.
ولكن ما دام أوباما وغيره من قادة العالم يشعرون بأنهم بحاجة إلى اتباع السلامة، فإن الاشتراك في تحمل العبء ربما يكون السبيل الوحيد لضرب «داعش» بكل القوة اللازمة.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»