علي العميم
صحافي ومثقف سعودي بدأ عمله الصحافي في مجلة «اليمامة» السعودية، كتب في جريدة «الرياض» وكتب في جريدة «عكاظ» السعوديتين، ثم عمل محرراً ثقافياً في جريدة «الشرق الأوسط»، ومحرراً صحافياً في مجلة «المجلة» وكتب زاوية أسبوعية فيها. له عدة مؤلفات منها «العلمانية والممانعة الاسلامية: محاورات في النهضة والحداثة»، و«شيء من النقد، شيء من التاريخ: آراء في الحداثة والصحوة في الليبرالية واليسار»، و«عبد الله النفيسي: الرجل، الفكرة التقلبات: سيرة غير تبجيلية». له دراسة عنوانها «المستشرق ورجل المخابرات البريطاني ج. هيوارث – دن: صلة مريبة بالإخوان المسلمين وحسن البنا وسيد قطب»، نشرها مقدمة لترجمة كتاب «الاتجاهات الدينية والسياسية في مصر الحديثة» لجيميس هيوارث – دن مع التعليق عليه.
TT

باحث إسلامي يعيد سيرة كيسان مستملي أبي عبيدة النحوي!

يجب أن أنبّه أن موقفَ رفعت السعيد السلبي من كتيب «هؤلاء هم الإخوان»، وموقف مصطفى عبد الغني المندّد به، لا يمثل مجمل موقف اليسار المصري منه. ويجب أن أنبّه أيضاً أن موقف مصطفى عبد الغني السياسي من طه حسين، ومن المثقفين في عهد جمال عبد الناصر، هو موقف خاص به.
يتحفظ أحمد بهاء الدين تحفظاً نقدياً على موقفه الأخير في التقديم الذي كتبه لكتابه «المثقفون وعبد الناصر»، فيقول: «لقد تعرض الباحث لمثقفين عديدين، ولعل من أبرزهم طه حسين، وأخص طه حسين أيضاً؛ لأن طه حسين وغيره من المثقفين، عوملوا من قِبل الباحث بقسوة، وتعرض لمواقفه محدداً إياها، إنها لم تخرج منذ بداية الأربعينات حتى رحل طه حسين، عن موقف التأييد أو المهادنة. وهنا أتوقَّف للدفاع عن طه حسين بشيء كثير من التأييد العاطفي...».
وكان قبلها قد تحفظ نقدياً على منهجه في تناوله علاقة المثقف بالسلطة. ومما قاله في هذه القضية: «ويمكن أن نضيف إلى ذلك أن المثقف ليس بالضرورة أن يظل معارضاً؛ فقد يتحول في اليوم التالي إلى حاكم، ويظل أبلغ مثال من تاريخنا إسماعيل صدقي. إنّ كتب التاريخ عندنا تعتبره (عدوَّ الشعب)، غير أننا لا بد أن نعترف أن إسماعيل صدقي – بوجه خاص – يظل أهمَّ المثقفين المصريين؛ إذ سبق جيله بأكمله في إدراك قضايا كثيرة، وفهم استراتيجياتها منذ فترة مبكرة، في حين أن جيله من المثقفين – في أغلبهم – كانوا بعيدين عن إدراك كثير من القضايا التي عرفها صدقي وتعامل معها بذكاء».
ولقد رأينا في موقف رفعت السعيد، بسبب انحيازه إلى لحظة التحالف بين الشيوعيين والإخوان المسلمين في حرب المنشورات ضد مجلس قيادة الثورة عام 1954، أنه جرّه إلى ارتكاب خطأ معلوماتي، وآخر منهجي في تصنيفه لكتيب «هؤلاء هم الإخوان»، ولكتاب «محكمة الشعب» لكمال كيرة، ولكتاب «جرائم عصابة الإخوان».
فالكتاب الثاني – كما قلت في مقال «الخلط بين زمنين في تاريخ الإذاعة بمصر» – كتاب أعده كمال كيرة في أجزاء، جمع فيه محاكمات الإخوان المسلمين في محكمة الشعب عام 1954. وأزيد هنا أن الكتاب مرجع وثائقي عن هذه المحاكمات، وعن حادثة المنشية، وعن الجهاز الخاص الذي قام بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر. ولأن الكتاب كتاب وثائقي تمكّن المؤرخ عبد العظيم رمضان في دراسته المهمة «الإخوان المسلمون والتنظيم السري»، أن يظهر عيوباً كبيرة وكثيرة في اختيار جمال سالم ليكون رئيساً للمحكمة وفي سير المحاكمات.
أما الكتاب الثالث الذي قلت عنه في ذلك المقال: يبدو لي أنه كتاب إعلامي دعائي عن الإخوان المسلمين صدر في ذلك العام - أي عام 1954 - فقد أوحى لي بذلك التاريخ كلام رفعت السعيد، ونصّ عليه الإخواني عباس السيسي.
وبمراجعة بعض كتب الببليوغرافيا وبعض الكتب التي أحالت إليه، تشير إلى أنه صدر عام 1965، وأنه من إعداد لجنة كتب قومية، وأنه صادر عن «الدار القومية للطباعة والنشر». وهذا يجعل إصداره مرتبطاً بمناسبة اكتشاف تنظيم 1965، لا بمناسبة حادثة المنشية.
وما يحتاج إلى التحقق هو: هل عام 1965 هو تاريخ إصداره الأول، أو أنه كان طبعة أخرى لإصدار يرجع تاريخه إلى عام 1954؟
إنّ فيما قاله عباس السيسي عن كتيب «هؤلاء هم الإخوان»، وعن مقالات العقاد عن الإخوان المسلمين ما بين عامي 1948 و1949، وفيما قاله جابر الحاج عن كتيب «هؤلاء هم الإخوان»، مثالاً من أمثلة كثيرة، على الافتقار إلى الصدق والموضوعية عند الإخوان المسلمين، وأنهم في سبيل ذلك يلجأون إلى التلفيق والتزوير.
من جانب آخر، فإن كتاب جابر الحاج «الفراعنة الصغار في هيلتون الناصرية»، يلقي بظل خفيف على انحياز سياسي لبعض ممثلي الليبرالية في مصر في رواية الإخوان المسلمين لتاريخهم مع عبد الناصر، وتاريخ عبد الناصر معهم.
وهذا الانحياز في عقد السبعينات وشطر من عقد الثمانينات الميلادية لم يكن سببه، الرغبة في الاتساق والتساوق مع «الروح الليبرالية»، بل سببه سبب شخصي عند فئة، وسبب حزبي قديم عند فئة أخرى.
أما كلام عبد اللطيف عبد الحليم في تبرير إقدام عباس محمود العقاد على نقد الإخوان المسلمين في مقالاته التي أشرنا إليها، وإحجامه عن نقدهم إثر حادثة المنشية، الذي أجمله بقوله: إن العقاد كالفارس لا ينازل إلا فارساً شاكي السلاح. وكلام مصطفى عبد الغني الذي كان أكثر تفصيلاً في رفضه لكتيب «هؤلاء هم الإخوان»؛ فإنه - بالمناسبة - قد قيل في سنوات متأخرة في بعض حجج فئات مثقفة في المجتمع السعودي غير محسوبة على تيارات الصحوة الإسلامية، ترفض نقد تياراتها في السعودية، وفي العالم العربي، وفي العالم الإسلامي، وتزري به وتحيطه بالشبهة السياسية!
وحججهم جميعها حجج باطلة، ولا يتسع المجال هنا لعرضها ومناقشتها وتفنيدها.
ولنعد إلى استكمال الحديث عن النزاع بين فئة إسلامية تقول إن العقاد كان يؤدي صلاة الجمعة في المسجد، وأخرى تقول إنه كان لا يؤديها.
لصلاح حسن رشيد مقال في موقع «رابطة أدباء الشام» عنوانه «العقاد وصلاة الجمعة». وكتب تحت هذا العنوان عنواناً لأول فقرة في المقال هو «حينما دسّ حسين أحمد أمين على محمود محمد شاكر!». والذي كان قد قرأ مقالَي حسين أحمد أمين عن عباس محمود العقاد، وعن محمود محمد شاكر، بعد أن يقرأ مقاله هذا الذي خلط فيه بين هذين المقالين؛ إما أن يتهمه أنه في مقاله دسّ على حسين أحمد أمين وعلى محمود محمد شاكر، وإما سيقول إنه بغفلة منه أعاد إلى وقتنا الحاضر سيرة كيسان مستملي أبي عبيدة النحوي الذي قال الجاحظ في سيرته: كان يكتب غير ما يسمع، ويستملي غير ما يكتب، ويقرأ غير ما يستملي، ويملي غير ما يقرأ!
قال صلاح حسن رشيد في أول مقاله: «أثار بعض الأدباء الغبار من جديد حول شخصية العملاق عباس محمود العقاد، فاتهموه بأنه لم يكن يصلي، وبأنه كان يقيم ندوته الأسبوعية الشهيرة صبيحة يوم الجمعة، ولا يقوم لصلاة الجمعة عند حلول وقتها! ومن أسف أن بعض الأقلام تلقفت هذا الكلام فصدقته؛ وقامت ببناء نتائج خطيرة عليه، وأرادت الترويج لمثل هذا الكلام، وتناست أن هناك قدراً من العقل في هذه القضية؛ لا بد أن نحتكم إليه، وأول هذه البدهيات العقلية، أن نسأل معاصري الأستاذ العقاد، ومَن ارتادوا صالونه، من الثقات العدول المشهود لهم بالعلم والخلق والمروءة والفضل»، ثم أورد شهادتين: شهادة عبد اللطيف عبد الحليم، وشهادة ناصر الدين الأسد.
وأظن أني أفضت في حديث طويل، بأن شهادة عبد اللطيف عبد الحليم في أستاذه العقاد لا يعوّل عليها.
وقبل أن أتوقف عند شهادة ناصر الدين الأسد، سأوضح كيف خلط صلاح حسن رشيد بين مقال حسين أحمد أمين عن العقاد، ومقاله الآخر عن محمود محمد شاكر.
يقول صلاح حسن رشيد: «على أن ما يتكئ عليه هؤلاء في اتهاماتهم للعقاد، هو حوار كان قد أجراه الكاتب اليساري حسين أحمد أمين مع الأستاذ محمود محمد شاكر، وهو منشور في كتابه (شخصيات عرفتها)، ص85 من الكتاب، قال فيه الأستاذ محمود محمد شاكر – بحسب رواية حسين أحمد أمين – عن العقاد: ما يحيرني منه هو موقفه من الإسلام، فهو في مجالسه الخاصة وندواته الأسبوعية التي حرصت على حضور بعضها، كان يبدو صريح الإلحاد، صريح الاستخفاف بالعقائد، وقد تبدر منه فيها من التعابير ما يصدم مشاعر بعض جلّاسه... ومع ذلك فما أكثر ما كتبه من كتب ومقالات في نصرة الإسلام، والطعن على المستشرقين الطاعنين فيه، بل والتهجم على أقباط مصر، كما في المقالات التي كتبها لصحيفة (الدستور) عامي 1908 و1909، وهو لا يزال دون العشرين... ثم (العبقريات) المشهورة التي بدأت بـ(عبقرية محمد) عام 1942...»، ثم مضى بعد ذلك يسرد - بحسب ما زعم وفق منهج الجرح والتعديل، ووفق مبادئ العقل - الحجة تلو الحجة بألّا نصدق حسين أحمد أمين في دعواه، ورجّح أنه دسّ على محمود محمد شاكر، وتقوّل عليه، وزاد فيما قاله عن العقاد!
إنك حين تعود إلى صفحة (85) في كتاب حسين أحمد أمين «شخصيات عرفتها» التي نقل صلاح حسن رشيد اقتباسه منها الذي أوردت بعضه، ستجد أن هذه الصفحة هي من ضمن سبع صفحات قدم فيها «بورتريه» عن العقاد من معرفة شخصية به منذ أن كان طفلاً (العقاد كان صديق أبيه أحمد أمين)، تضمن رأيه في شخصيته وفي مواقفه السياسية والآيديولوجية، وفي كتبه، ومنها كتبه الإسلامية. رأيه في التعارض ما بين ما يقوله العقاد شفاهةً عن الأديان في ندوته الأسبوعية، وما تحويه كتبه الإسلامية. وخاتمة هذا الرأي، هي التي أتى صلاح حسن رشيد بها كاملة في اقتباسه من تلك الصفحة.
وإنك لو لم تقرأ لحسين أحمد أمين مقاله عن العقاد في كتابه «شخصيات عرفتها» الذي صدر عام 2007، ولو لم تقرأه قبل سنوات قد تنوف على العشر سنوات قبل هذا التاريخ حين نشره في جريدة «الحياة»، ستعرف أن ما اقتبسه صلاح حسن رشيد منه، لن يكون رأي محمود محمد شاكر في العقاد، ولن يدسّه حسين أحمد أمين عليه.
فعلى سبيل المثال، هذا الرأي تضمن تعريضاً بهجوم العقاد على أقباط مصر في مقالات بين عامي 1908 و1909، نشرها حينما كان يعمل في جريدة «الدستور» التي كان يشرف عليها ويملكها المفكر الديني الإسلامي محمد فريد وجدي. وفي العامين المذكورين إلى عام 1911، كان هناك شقاق بين القبط والمسلمين.
ومثل هذا الأمر لن يعرّض محمود محمد شاكر بالعقاد من أجله، بل هو يزكيه عنده. فالذي قرأ لمحمود محمد شاكر يعرف أنه متعصب إسلامياً ضد الأقباط، وضد المسيحيين غرباً وشرقاً.
وفي حديث حسين أحمد أمين عن تناقض العقاد من الناحية الإيمانية الدينية، ومن الناحية الإسلامية، لم يذكر أن العقاد لا يقيم صلاة الجمعة في يوم ندوته الأسبوعية، ولم يتعرض لقضية أدائه الفرائض الإسلامية ألبتّة.
والذين يحتجون بمقال صلاح حسن رشيد «العقاد وصلاة الجمعة»، كان عليهم أن يسألوه في الاقتباس الذي ادّعى أنه من «حوار كان قد أجراه الكاتب اليساري حسين أحمد أمين مع الأستاذ محمود محمد شاكر»، أين المتكأ في هذا الاقتباس على أن العقاد كان لا يصلي صلاة الجمعة؟!
وأقول على سبيل الافتراض، لو أن قارئاً لم يقرأ لحسين أحمد أمين سوى مقاله عن العقاد، سيعرف أنه كاتب غير يساري؛ فلقد خصّص معظم صفحة (84) من كتابه المذكور للإشادة بمواجهته للتيار اليساري بمصر. وتحدث فيها عن الإرهاب الفكري والإرهاب الأدبي والإرهاب الفني الذي خلقه هذا التيار في سنوات قلائل، «بالرغم من أن الحكومات المتعاقبة كانت تتشدد في مكافحتهم، وتصادر جرائدهم وكتبهم، وتزجّ بهم في السجون، وتتخذ كافة الإجراءات المتاحة للحيلولة دون انتشار نفوذهم وتأثيرهم».
وقد عدّه الكاتب والمفكر الوحيد الذي صمد أمام هذا التيار، وأنه هو وحده الذي شهر سلاحه للنزال، ومبادلة الطعن بالطعن، والعنف بالعنف، والسبّ البذيء بالسبّ البذيء.
حسين أحمد أمين كاتب ليبرالي، فكيف ساغ له أن يصنفه بأنه كاتب يساري؟ وعلى أي أساس صنفه هذا التصنيف؟ هل هو هنا يعيد سيرة صاحبه كيسان، أو أنه لفّق هذا التصنيف لحسين أحمد أمين بغرض إسقاط مصداقيته؟
لعلَّه غفل غفلة كيسانية بأن الليبرالية في الوقت الحالي - كما اليسارية في الوقت الماضي – تتكفل بهذه المهمة عند الإسلاميين.
ربما سيجيب بأن حسين أحمد أمين في المقال الذي تلى مقاله عن العقاد، وهو مقاله عن محمد أمين حماد، ذكر ذلك عن نفسه.
لأطلع القارئ على السياق الذي ذكر فيه حسين أحمد أمين هذه المعلومة في قصته مع محمد أمين حماد، الذي عُيّن عام 1953 مديراً للإذاعة.
يقول حسين أحمد أمين في مقاله عن هذا الرجل: «كنت بعد تخرجي في كلية الحقوق عام 1953 قد تقدمت لامتحان الإذاعة مع أربعمائة وعشرين من خريجي الجامعات، فجاء ترتيبي الرابع من بين ستة عشر ناجحاً صدر القرار بتعيينهم مذيعين... وقد استقبلنا حماد في مكتبه فرداً فرداً يوم 10 فبراير (شباط) 1953 ليسبر غور شخصياتنا، ويستشف بنفسه اتجاهاتنا، والظاهر – أو الأرجح – أنه كان على علم مسبق بميولي الماركسية، فقد كان أمامه ملف يحمل اسمي (هو من المباحث لا ريب)... سألني حماد يومها عما إذا كنت تعمقت في دراسة الفكر الماركسي، فلما أجبته بالإيجاب؛ ظل يحدجني بنظرته، وقد أخّر حاجبه مدة دقيقة كاملة»، لكن هذا الميل الماركسي كان في تلك الفترة الزمنية، ومنذ أطل حسين أحمد أمين على القارئ في مجلة «العربي» ابتداءً من المنتصف الأخير في السبعينات الميلادية، ومنذ أن اشتهر اسمه في مصر وخارج مصر بفضل كتابه الأول «دليل المسلم الحزين» الصادر عام 1983؛ عُرف بشدة منزعه الليبرالي.
حسين أحمد أمين وهو يحكي عن أمر حصل لزميلين له في الإذاعة بعد حادثة المنشية 1954م، قال: «ثم إذا بي أعلم في اليوم التالي، أن الشرطة كانت في انتظار عودة أحمد فراج وسيد الغضبان، وأنها ألقت القبض عليهما لحظة وصولهما إلى داريهما؛ لعضويتهما في جماعة الإخوان المسلمين».
سيد الغضبان أو السيد الغضبان الذي كان من قيادات العمل الطلابي الإخواني في الإسكندرية، اشتهر اسمه في العالم العربي في المنتصف الأخير من الخمسينات وفي عقد الستينات، بوصفه أحد أعلام الإعلام الإذاعي الناصري.
هذه المعلومة التي ذكرها حسين أحمد أمين عن نفسه اعتقدت يومها أنه في شبابه مرَّ بتجربة ماركسية. وعززها في تلك الأيام في كتاب ما عن التنظيمات الشيوعية المصرية قرأته، ورد فيه اسم حسين أمين بوصفه عضواً في أحدها.
وأذكر وأنا منكب على كتابة مقال طويل، يتضمن مباحث متفرقة، وكنت سأكتب فقرة فيه عن الفروق الفكرية، بينه وبين أخيه جلال أمين، أني هاتفت جلال أمين، وسألته عن هذا الأمر، فنفى نفياً قاطعاً أن يكون أخوه ذات يوم كان ماركسياً. وقال: إن الاسم الذي قرأته اسم ثنائي. وما أكثر اسم حسين أمين في مصر!
نلحظ أن حسين أحمد أمين اختار كلمة «ميولي». والميل لا يعني الانتماء.
وفي مقاله عن العقاد روى موقفاً حصل للعقاد في دار الإذاعة في صباح يوم 14 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1954م، أثار غضبه عليها. هذا الموقف الذي رواه يوحي بأن ميوله الماركسية من الناحية العقدية لم تكن - في تلك الفترة - ميولاً جدية وجادة. وللحديث بقية.