جون مكورتر
TT

هل ينبغي للغة أن تظل ثابتة؟

جاءت التعليقات هذه المرة على مقالي حول استخدام كلمة «They» (هم) كضمير جنساني محايد لتشير إلى شخص واحد مفرد. يبدو أن عدداً محدوداً من الأشخاص لديه مشكلة كبيرة مع هذا التغيير في استخدام الضمير. أنا في الحقيقة أتفهم اعتراضاتهم ولكني أختلف معهم.
أحد الاعتراضات الشائعة التي سمعتها على اعتماد صيغة «هم» للإشارة إلى المفرد هو أنها فرضت فرضاً ولم تأتِ من خلال التطور أو التحول التدريجي للغة. فهذا النوع من الانجراف، كما يحب اللغويون تسميته، هو في الواقع إحدى الطرق التي يمكن أن تتغير بها اللغة، مثل بداية استخدام كلمة «Goodbye» وتعني «وداعاً» التي كانت في الأساس «God be with you» أي «الله معك»، وكلمة «Silly» وتعني الآن «سخيف»، رغم أنها كانت تعني في البداية «blessed»، أي «مبارك».
لذا أصر بعض قرائي على أنهم لم يجانبوا الصواب عندما أصروا على أن اللغة من المفترض أن تظل ثابتة، وأنه ليس من المفترض أن تستخدم كلمة «هم» للإشارة إلى المفرد إلا إذا خضعت مع مرور الوقت لتغيير طبيعي. لكن ما حدث هو أن هذا التغيير قد تم توجيهنا لاعتماده. ليس من المفترض أن تتغير اللغة بأمر.
إن التغييرات التي أحدثها هذا الإعلان ليست بالجديدة. فأحد الأمثلة على ذلك هو التحول من استخدام كلمة «أسود» إلى عبارة «أميركي من أصل أفريقي»، الذي ذكرته في مقالي السابق عن كلمة «هم». جاء هذا التبديل اللغوي بناء على طلب صريح من القس جيسي جاكسون في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، عندما ناشد الناس أن يتبنوا المصطلح، مجادلاً، «أن يُطلق على الأشخاص ذوي البشرة السمراء وصف (أميركي من أصل أفريقي)، هو في حقيقة الأمر تكامل ثقافي لأنه يضعنا في سياقنا التاريخي الصحيح».
شكوى نموذجية أخرى تلقيتها حول الضمير «هم» هو أنه يتعارض مع غريزة الإنسان الطبيعية لرؤية التمييز بين الرجل والمرأة «هم» و«هن»، وأنه لا يتوافق مع التجربة المباشرة. فقد ذكر أحد الأشخاص الذين كتبوا لي أن كل المجتمعات قامت على أساس اختلاف جوهري بين الرجل والمرأة، وأن جميع اللغات تراعي هذا التمييز. قال هذا القارئ نفسه إن المطالبة بأن تتبنى اللغة ضميراً جمعياً يشير للجنسين «they» أمر لا أساس له.
غالباً ما يتم تعليمنا التمييز بين الجملة غير التقييدية - الشيء الذي يضيف معلومات - من الجملة التقييدية، وهو أمر ضروري لمعنى الجملة. بالنسبة للأولى، نستخدم «التي» ونفعلها بفاصلات: «السيارة التي قدتها بالأمس تعطلت». تأتي البنود المقيدة مع «التي» ولا توجد فواصل: «تعطلت السيارة التي قدتها أمس» (The car, which I drove yesterday, broke down)، إن ملاحظة مثل هذه الفروق هي صقل لا يمكن الوصول إليه إلا بفرضها كقاعدة واجبة.
إن استخدام ضمير «هم» هو تنقية بنفس الطريقة. فعلى مر التاريخ، كانت هناك أدلة على أن بعض الأشخاص لا يشعرون بالراحة في الأدوار المخصصة تقليدياً للرجال والنساء، بما في ذلك أولئك الذين يشعرون أنهم يجسدون جوانب من كليهما.
بعض الردود الأكثر حماسة على مقالي جاءت من القراء الذين يبدو أنهم يعتقدون أنه من الضروري أن يحذروني من عواقب أكبر لم أكن على دراية بها في دوري كلغوي نشط، وهي أن استخدام ذلك الضمير قد يؤدي إلى رفض الفوارق الجنسية برمتها في مختلف طوائف المجتمع.
إن فكرة أن ضمير «هم» يشجع على التراجع عن هذه الفروق يذكرني بحالة مماثلة. تخيل شخصاً يعارض تعليم نظرية العرق في المدرسة وشرح اضطهاد البيض للسود وكونهم ضحية - بالقول إن تلاميذ المدارس «يجب ألا يتعلموا أي شيء عن العنصرية والعبودية على الإطلاق»، وأن الأساس المنطقي لذلك، هو أنه لا يمكنك تدريس العنصرية، لأنها جزء من المنهج الأكبر (العبودية) الذي أعترض عليه.
لاحظ كيف يبدو أن الحجة المترهلة أن إبعاد الأطفال عن هذه الدروس يتطلب من المدارس أن تقلص من التركيز على العرق والعنصرية تماماً. ومن المؤكد أن المدرس في المدرسة المكلف تدريس أفكار نظرية العرق النقدية سيدرس طلابه أيضاً العبودية، رغم أنه لا ينبغي لأحد أن يقوم بتدريس العبودية على الإطلاق.
لست مقتنعاً بأن ضمير «هم» يمكن أن يكون بهذه القوة حتى على مستوى اللغة.
إن تبني الأعراف اللغوية له حدود. كما نعلم من حقيقة أن قواعد المدرسة الأساسية علمتنا أنه من المفترض أن نطرق الباب ونقول، «إنه أنا». لكننا ندرك جيداً أن اتباع هذه القاعدة سيبدو غريباً جداً لدرجة أنه سيثني الشخص الموجود في الداخل عن السماح لنا بالدخول نهائياً.
إن استخدام الضمير «هم» أشبِّهه بمَن يطرق الباب ويقول إنه «أنا».
* خدمة «نيويورك تايمز»