علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

مليون ضيف

يظن البعض أن الدبلوماسية تتمثل مظاهرها في الاستقبال والتوديع والسجاد الأحمر والمفاوضات بين طرفين ويتم في نهاية المطاف الوصول لاتفاق يطبق على الأرض أو ينفض سامر المجتمعين دون اتفاق.
نعم جزء منها كذلك ولكن الدبلوماسية أوسع وأشمل من ذلك بل إن بعض السفارات كأنها حكومة مصغرة فتجد بها الدبلوماسي، والعسكري، والموظف الثقافي، والموظف الاجتماعي بل أكاد أجزم أنه لا سفارة تخلو من قسم لشؤون الرعايا، يهتم بشؤون رعايا الدولة التابعة لها السفارة.
ولبنان تعدى ذلك ليعين وزيراً للخارجية والمغتربين وهو محق في ذلك فإخوتي اللبنانيون منتشرون في جميع أنحاء العالم وهم ناجحون في مجالاتهم ولا أخفيكم سعادتي بذلك لاعتقادي أنهم سيشكلون جماعة ضغط يوماً ما قد تخدم قضايانا العربية أياً كانت سواء سياسية أو علمية.
واللبنانيون هم سادة المهجر الأميركي وإشعاعهم العلمي وصل للعالم العربي ونحن في السعودية فخورون بذلك لدرجة أن إنتاجهم الأدبي يدرس في مدارسنا التي تعرفنا من خلالها على مدرسة أبولو المهجرية، لكن وزيرها شربل لم يراعِ مصالح مليون ضيف لبناني يقطنون في الخليج العربي ومنفعتهم قد تتعدى خمسة ملايين لبناني بين ابن وأب وأخ، في الخليج نقول للمليون ضيف لبناني مليون مرحباً بأشقائنا، ونحن لا نأسف على فعلة شربل التي خلت من الدبلوماسية والتي لم تراعِ مصلحة مليون فرصة عمل متاحة للإخوة الأشقاء، وأعرف أن دول الخليج تتحلى بالصبر والحكمة ولن يؤثر تصريح شربل على الأشقاء لأنه «لا تزر وازرة وزر أخرى». جميع الدبلوماسيين من ضمن مهاهم البحث عن فرص عمل أو تعليم لمواطنيهم إلا شربل الذي كاد يعصف بعلاقة لبنان بالخليج، تحدث عن الجانب الاقتصادي في الموضوع لأن المراقبين السياسيين أشبعوا الموضوع بحثاً، وواقع الحال أن ما حدث كبير جداً بجميع جوانبه سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية ولعل استقالة شربل خطوة على الطريق الصحيح تتبعها خطوات لإعادة لبنان لمحيطه العربي. ودمتم.