تلتهم حرائق منذ أيام مساحات واسعة من الغابات والمناطق الحرجية في وسط سوريا وغربها، بينما تبذل فرق الإطفاء والجيش السوري جهوداً حثيثة لتطويقها ومنع وصولها إلى المنازل، وفق ما أفاد مسؤول محلي.
وانضمت، الأربعاء، طائرة إيرانية تحمل نحو 40 طناً من المياه إلى حوامات الجيش السوري، التي تشارك للمرة الأولى في إخماد الحرائق الكبيرة في مناطق جبلية وعرة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
واندلعت الخميس حرائق صغيرة في مناطق متفرقة في أرياف حماة واللاذقية المتداخلة جغرافياً، ما لبثت أن تحولت إلى حرائق ضخمة ساهم ارتفاع درجات الحرارة وسرعة الرياح بزيادة انتشارها في مساحات واسعة.
وبثّ التلفزيون الرسمي خلال الأيام القليلة الماضية مشاهد تظهر ألسنة النيران المندلعة في الغابات والأحراج، التي حولت مساحات كبيرة من الأشجار إلى رماد.
وقال مدير الأحراج في وزارة الزراعة، حسان فارس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، «تمّ إخماد الكثير من الحرائق والسيطرة على حرائق أخرى»، بينما لا تزال النيران مشتعلة في ريف اللاذقية الجنوبي الغربي.
وأمل أن يتم إخمادها في الساعات المقبلة بعد تدخل مروحيات الجيش.
وقدّر محافظ حماة، محمد الحزّوري، المساحات المزروعة المتضررة في ريف حماة بنحو ثمانية آلاف دونم.
ولم يصدر حتى الآن أي تقدير رسمي لمجمل المساحات التي أتت عليها النيران. ولم توقع النيران أي إصابات في صفوف السكان.
وتحدثت وزارة الزراعة عن «صعوبات تواجه فرق الإطفاء بسبب وعورة المنطقة وعدم تمكن سيارات الإطفاء من الوصول إلى أماكن الحرائق المرتفعة بسرعة».
وتداول ناشطون وصحافيون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو تظهر غابات محترقة مرفقة بوسمي «قلوبنا تحترق» و«سوريا تحترق».
ونشرت رغدة على صفحتها على «فيسبوك» فيديو لنيران مشتعلة، مرفقاً بتعليق «ما لم تدمّره الحرب، دمّرته الحرائق في سوريا».
وعلّق وسام على «فيسبوك»، «تنطفئ الحرائق... وتكتسي جبالنا بسواد الحداد والرماد».
وتكثر الحرائق في فصل الصيف في الغابات والأحراج السورية، ويُتهم تجار الفحم بافتعال بعضها، لكن الحرائق التي اندلعت مؤخراً تعد الأكبر منذ سنوات من حيث المساحات وأعداد الأشجار التي أتت عليها النيران بحسب السكان.
وعلنت منظمة الدفاع المدني السورية المعروفة باسم «الخوذ البيضاء» العاملة في مناطق خاضعة للمعارضة، استعدادها للتدخل وإطفاء الحرائق في الغابات الحراجية الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية.
وأوضحت المنظمة في بيان، على مواقع التواصل، أن «بلدات ومدن غربي سوريا تواجه منذ أيام عدة حرائق ضخمة في الغابات والأحراش، حتى خرجت عن السيطرة، مسببة خسارة كبيرة في النظام البيئي وأضراراً للسوريين».
وأشار البيان إلى أن الآثار الناجمة عن تلك الحرائق لن تقتصر على منطقة بعينها، وقد تمتد لمناطق أوسع؛ ما يؤدي إلى تهديد التجمعات السكانية وكارثة بيئية على مستوى سوريا، مضيفاً أن ما خلّفته الحرائق الحالية في حاجة إلى سنوات طويلة للتعافي منه.
يشار إلى أن عناصر «الخوذ البيضاء» تعدّها الحكومة السورية مجموعات إرهابية واتهمتها بتنفيذ عمليات مفبركة بالسلاح الكيماوي، من بينها الغوطة الشرقية بدمشق.
5:57 دقيقة
«كرة النار» تتدحرج في وسط سوريا وغربها
https://aawsat.com/home/article/2499026/%C2%AB%D9%83%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B1%C2%BB-%D8%AA%D8%AA%D8%AF%D8%AD%D8%B1%D8%AC-%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%87%D8%A7
«كرة النار» تتدحرج في وسط سوريا وغربها
«كرة النار» تتدحرج في وسط سوريا وغربها
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة