مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

أموت حبّاً في الحياة

معالي الوزير والسفير والشاعر المبدع الرقيق الدكتور عبد العزيز خوجا، بعث لي بهذه الأبيات الشعرية التي صاغها بلسان (أم الأولاد)، وجاء فيها:

أبا الأولاد لا تخش الكُرونا وإن كادت تورثنا الجُنونا
وأدهى من كُرونا أنت جنبي تُكرر ما تقولُ وتبتلينا
كأنك شاعرُ الشُعراء طرّا وغيرُك يستحي من أن يبينا
فلست الشاعر العذري قيساً ولا أنت المعلم ابنُ سينا
ولست الشاعر المصري ناجي وسل إن شئت ناقدنا (حُسينا)
وتُغني في العلوم بكل لون وغوغل شيخك المُفتي يقينا
فإن تصمُت جزاك اللهُ خيراً وإلاّ قشّر البصل اللّعينا

ويقصد بـ(حسينا) هو الناقد الكبير حسين بافقيه.
الواقع أن هذه الأبيات تنطبق على الرجال المتزوجين، أما كل رجل مطلق أو أرمل أو أعزب أو مطرود، فلا للبصل مكان في حياته، ناهيكم عن المطبخ ولبس المريلة.

***
توفي المدافع عن الحق في الموت الرحيم جاك كيفوركيان الملقب بطبيب الموت والذي سجن ثماني سنوات في الولايات المتحدة لأنه ساعد شاباً على الانتحار وصوره وهذا ما أدى إلى إدانته.
وأكد أنه قدم النصح لحوالي 130 شخصاً كانوا يرغبون في وضع حد لحياتهم، وقد تجاوب لنصيحته 122 شخصاً، وماتوا مطمئنين وهم الشجعان، ولم يجبن منهم سوى ثمانية أشخاص فقط.
هل تصدقون أنني كنت عازماً لو أنني سافرت إلى أميركا لا بد أن أذهب إلى ذلك الطبيب، لأستمع لنصيحته، لا لشيء ولكن لكي أختبر نفسي، هل أكون من فصيلة الشجعان يا ترى، أم أكون التاسع من الجبناء الذين ولّوا الأدبار فراراً؟! غير أن ربّي استرد أمانته قبل أن أصل إليه، فقد (فطس) الدكتور.
وأظن، أنني أموت حبّاً في الحياة، وهذه دلالة قاطعة على أنني أجبن الجبناء قاطبة.
***
فوجئت الشرطة البريطانية بمكالمة هاتفية غريبة اشتكت فيها امرأة من تاجر مخدرات باع لها كمية من الكوكايين (المغشوش)، وأكدت لهم أنها دفعت 2000 جنيه إسترليني مقابل الحصول عليه، لكنها تفاجأت لاحقاً بأنها حصلت على جرعة من السكر البني، فما كان من الشرطة إلاّ أن تلقي القبض عليها وتودعها السجن.
ليس لديّ ما أضيفه أو أقوله سوى: أن أهل العقول في راحة، (ويا صبابين الشاي زيدو حلاته) – أي زيدوا سكّره البني، ويلعن أبو الفقر، والكولسترول الذي يداعبني بين الفينة والأخرى، حلوة كلمة (الفينة) هذه، وما أدري من فين جبتها؟! أكيد أنني وقتها كنت جايب العيد، ومأجر الطابق العلوي.