خالد القشطيني
صحافي وكاتب ومؤلّف عراقيّ
TT

لقاء بين شعراء الخليج

كثيراً ما حركت النكبات الشخصية قرائح الشعراء، ليجودوا بفيض جديد من الإنتاج. كان ذلك مما حصل للشاعر البحريني محمد العريض، فبعد وفاة زوجته عام 1985، لم يتمالك غير أن يشق كفن سكونه وانطوائه الطويل، ويقتحم دنيا الشعر، فخرج بمجموعة من القصيد، كان منها هذه الأبيات:
أحب لحبك دنيا الحسان
لأن لحسنك فيها انعكاسا
حضورك يضفي على الحفل طيباً
فإن غبت ظل الحضور اقتباسا
أثغرك في تلك يبدي افتراراً
وطرفك يرنو بهذي اختلاسا
فسبحان من ماز حسنك ورداً
وحول حبك في القلب آسا
ما إن ذاعت الأبيات الأربعة حتى تحولت إلى مناسبة إخوانية. انبرى فيها الشعراء من خلال الشاعر وإخوانه، ليضيفوا عليها، ويكملوا ما بدأه. كان في طليعتهم صديقه المحب غازي القصيبي، فأضاف الأبيات الأربع التالية:
ترشفت حبك كأساً فكاسا
عن حالتيه، رجاءً وياسا
فهل كان حبك إلا الحياة
تعانقني صحوة ونعاسا
وأصحبها في الظلام ضياء
وتصحبني في الصقيع لباسا
وأحبسها في فمي أن تذاع
وأكتمها في دمي أن تقاسا
تلا القصيبي شاعر آخر، عبد الله الشيخ جعفر، فأضاف هو كذلك أربعة أبيات فقال:
تغيبين كيف تغيب النجوم
أضمك في الليل عطراً وماسا
تطوفين عبر الصباح ربيعاً
بدربي تضوع دفئاً وآسا
وما زلت في البيت بيت القصيد
وما انفك غرسك يزجي غراسا
ولي من معانيك معنى الحنان
بالحاضهن يطيل التماسا
اطلع الشاعر والسياسي تقي البحارنة، على ما جاد به إخوانه في هذه المناسبة، فشاء أن يستغلها لمعاتبة صديقه على سكوته طيلة هذه المدة، فوجه كلامه إليه:
أبا الشعر طال انتظار القوافي
فهلا أجبت لهن التماسا
وأطلقت من سجنه طائراً
تثنى له الغصن شوقاً فماسا
عرائس غابت زغاريدها وطالت
على المعجبين احتباسا
أرى الحزن يذرف من مقلتيك
على الماء دراً وفي الترب ماسا
وينبت في الروض ريحانه
ويكسو الجنائن ورداً وآسا
وأقام «نادي العروبة» في البحرين حفلة تكريمية للعريض، حضرها تقي البحارنة، وأتحفها بقصيدة طويلة أضاف إليها من جديده في المناسبة:
وسرعان ما عج ذاك المكان
بجمع من الناس تأوي ارتكاسا
يحيون شاعرهم إذ أتى
وأعرفهم في المعاني جراسا
وضج الهتاف من المعجبين
يمدون كفاً ويحنون راسا