من بين اللجان الفرعية المتعددة التي شكلها الاتحاد السعودي لكرة القدم، أثارت لجنة يرأسها الدكتور عبد الرزاق أبو داود ضجة كبيرة، وهي متوقعة وغير مستغربة، على اعتبار أنها تتعلق بحصر وتوثيق بطولات كرة القدم للأندية السعودية، وفي ظني أن مثل هذا الوضع العجيب قد يكون استثناء للكرة السعودية، وقد يكون الاتحاد السعودي الوحيد الذي لم يصنف مسابقاته في الماضي، وبالتالي لم يضع سجلا محترما دقيقا لأبطال المسابقات حتى الرسمية الكبيرة منها.
وقد تفرعت من لجنة التوثيق الجديدة، وهي لجنة ثلاثية، قائمة تضم نحو 42 رياضيا معظمهم ينتمون للإعلام، والهدف من ذلك حضور اجتماع موسع وتقديم أوراق عمل بهذا الخصوص.
وكما فهمت فإن قائمة الأسماء تسعى للاتفاق على معايير أو بالأحرى تتحدث عن رأيها، ومن ثم يكون للاتحاد رأيه من أجل المعايير أو التصنيف المتفق عليه استعدادا لتوثيق البطولات.
قد يستغرب الرياضي غير السعودي أو المتابع للكرة السعودية من هذا الواقع العجيب الصادم، معتقدا أن المسألة واضحة لا خلاف عليها.
مشكلة الوسط الرياضي السعودي عدم معرفة قائمة الأبطال بحكم وجود العشرات من البطولات خارج البطولات الرسمية المحلية، وهي كأس الملك وكأس ولي العهد والدوري. بطولات ودية رسمية وغير رسمية، إلزامية وغير إلزامية، أقيمت على مدار العقود الماضية، خاصة قبل 40 سنة تقريبا.
كانت البطولات على مستوى المدن أو المناطق أو السعودية كثيرة، واللافت للنظر أن بطولة كأس المصيف، على سبيل المثال، أقيمت مرتين رسميا وجمعت أبطال مناطق السعودية. كانت بطولة رسمية معتمدة من الاتحاد السعودي وبرعاية رسمية على أعلى مستوى. ومن هنا يأتي الخلاف ويرتفع الصوت ويزداد الجدل. والحقيقة أن الدول الأخرى لا تعاني هذه الجدلية ولا يحدث أي خلاف، لأن التركيز كله ينصب على الدوري والكأس مع البطولات القارية أو العالمية.
لذلك أعتقد أن أكبر عقبة تواجه المسؤولين عن التوثيق تكمن في معايير التصنيف، ولو تم الاتفاق على التصنيف فلن تحدث مشكلة بعد ذلك، أما التوثيق وتحديد الأبطال وجدولة قائمة البطولات في ما بعد فلن تكون مشكلة، ومن السهل الوصول للأبطال وتحديد القائمة بدقة من خلال شركة تبحث في الصحف التي كانت موجودة بصفة يومية قبل انطلاق مسابقات كرة القدم السعودية. من السهل الذهاب للصحافة الرياضية والبحث في كل عدد صدر ابتداء بخمسينات القرن الماضي. أزعم أن وجود تصنيف معتمد متفق عليه من كل الأطراف سينهي هذا الجدل السنوي العقيم وتكون الأمور واضحة، والسجل لا يختلف عليه اثنان.
المثير للسخرية أن كل ناد له سجله الخاص، والإعلام ذاته منقسم في سجل البطولات، ولذلك يظل المشجع حائرا والمتابع الخارجي مترددا في إعلان القائمة؛ لأن الأرقام لديه مختلفة تبعا لتعدد المصادر التي حصل منها على المعلومات. يُحرَج المسؤولون من الإعلاميين غير السعوديين عندما يصدمون بأرقام متباينة مختلفة، والكارثة أن الفارق هائل بين قائمتي صحيفتين ليس بسبب التعصب فحسب، بل بسبب عدم الاتفاق على التصنيف أصلا.
أرجو أن يتفقوا على التصنيف أولا، ومن ثم العودة للسجلات.
[email protected]
8:14 دقيقه
TT
بطولات الأندية السعودية!
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة