أندرياس كلوث
خدمة «بلومبيرغ»

وحده بايدن قادر على منع توسّع الحرب

مبدأ «العين بالعين» يترك العالم كله أعمى، كما قال المهاتما غاندي. بعد الرد الإيراني الضخم على الضربة الإسرائيلية ضد المجمع الدبلوماسي الإيراني في دمشق، تقع على.

يجب أن تعلن أوروبا حرباً اقتصادية

كان من المفترض أن تكون الخطوة التالية في الصراع بين الغرب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المقاطعة الأوروبية للفحم والنفط والغاز الطبيعي الروسي، إلا أنه بدلاً عن ذلك، نواجه حظراً للغاز من جانب بوتين ضد أوروبا. والآن، يجب على دول الاتحاد الأوروبي أن تقبل بما أنكره بعضها - خصوصاً ألمانيا والنمسا - لسنوات.

هل تشبه حرب بوتين الحرب العالمية الأولى أم الثانية؟

احذروا «دروس التاريخ» التي صاغها الدجالون أو الجاهلون أو الطغاة، لأنها ستكون سيئة للغاية، وربما كارثية. ومن بين الأمثلة على هذا الهراء محاولة تأريخ زعامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ابتكر بوتين في العام الماضي مبدأً بعنوان «حول الوحدة التاريخية بين الروس والأوكرانيين»، والذي اتضح فيما بعد باعتباره إحدى الأفكار الغريبة التي جعلته يجتاح أوكرانيا. وفي يوم آخر فعل الأمر نفسه مرة أخرى، إذ كان يقارن نفسه بالقيصر بطرس الكبير، ويُلمح بالقول إلى أنه «يبدو أننا قد كُلفنا تكليفاً بالسعي إلى استعادة الإمبراطورية وتقويتها».

2022: أوبئة وحروب وأشياء جميلة

اثنان سيبقوننا منشغلين عام 2022 كما فعلا عام 2021. الفارس الأول هو المرض أو الوباء، وفي حالتنا فيروس «سارس - كوفيد - 2» الذي يواصل التحور، فكما توقعت في مارس (آذار) يبدو أنَّه سيظل هناك صراع دائم بيننا (العلم)، وبين الطبيعة (التطور). نظل نبتكر ونصنع لقاحات جديدة أفضل، لكن تظل الطبيعة تغير الفيروس بدرجة كافية لتفادي أي مناعة وحصانة يمكننا بناؤها. من المؤكد أنَّني سأظلُّ أشاهد كيف تتطور هذه السلالة، وكيف تُغيّرنا اجتماعياً واقتصادياً ونفسياً وسياسياً. الفارس الآخر هو الحرب. وهو ما يضع الأعراف غير المثالية، التي رغم ذلك لا تزال تحافظ على استقرار العالم نسبياً منذ الحرب الباردة، في اختبار.

أوروبا... الطاعون و«كورونا»

مع انتشار فيروس «كورونا» في أوروبا العام الماضي، بدأت الرسوم الكاريكاتورية والتعليقات تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي الفرنسية، التي ربما جاءت مباشرة من القرن الرابع عشر. وفي أحد المسلسلات، صُورت السيدة آغنيس بوزين، اليهودية، التي كانت وزيرة الصحة في فرنسا حتى فبراير (شباط) 2020 بملامح مشوهة وبشعة وهي تصب السم في الآبار. كان هذا «المجاز» لليهود الذين يسممون الآبار لقتل المسيحيين قد شاع انتشاره في أغلب الأوبئة الأوروبية منذ العصور الوسطى، لكنه كان متفشياً بشكل خاص أثناء جائحة الطاعون، عندما أسفر عن المذابح والمجازر التي تعرض لها اليهود في مختلف أنحاء القارة.

سم الثقافة الديمقراطية وحكمة جورج أورويل

دعني أطرح عليك سؤالاً صادقاً. ما هو شعورك تجاه الحد الأدنى من Mindestbeitragsbemessungsgrundlage - وتعني قاعدة المساهمة؟ إجابتك يمكن أن تحدد كيف ستصوت في الانتخابات الفيدرالية الألمانية في 26 سبتمبر (أيلول)، لأن حزب الخضر من يسار الوسط يحقق الكثير من ذلك في برنامج حزبه - رغم أنه ليس من الواضح تماماً ما هو مقدم عليه، أو ما يفكر فيه «حزب الخضر». لم تكن بيانات الأحزاب الخمسة الأخرى أفضل حالاً. فتكتل يمين الوسط المكون من «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» وحزبه الشقيق البافاري «الاتحاد الاجتماعي المسيحي» ينذر بالسوء بشأن ما يسمى Mindestbeitragsbemessungsgrundlage – ، وتعني إقرار المسؤولية العامة.

موجات الهجرة الجماعية قد تودي بأوروبا

يجب ألا يتكرر ما حدث عام 2015... كانت هذه الفكرة المهيمنة في أوساط السياسيين في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي وهم يشاهدون كارثة إنسانية تتكشف فصولها في أفغانستان، والتي من المتوقع أن تتسبب عاجلاً أو آجلاً في انطلاق موجات هجرة جماعية متجددة. ومن بين هؤلاء السياسيين الأوروبيين مرشحون لمنصب المستشار في ألمانيا، ويساورهم القلق بشأن الانتخابات الوطنية المقررة في 26 سبتمبر (أيلول).

التغييرات المناخية... الأسوأ لا يزال في الطريق

للتخفيف من تداعيات مشكلة ضخمة مثل التغييرات المناخية، علينا أن نبدي انفتاحاً على الأفكار الكبيرة. وقد توافرت واحدة من هذه الأفكار منذ تسعينات القرن الماضي، ومع هذا ربما لم تعد جاهزة للتطبيق سوى الآن بعدما بلغت وقت الذروة. وتدور هذه الفكرة حول إصدار مخصصات كربون قابلة للتداول ليس فقط للشركات (كما هو الحال في أنظمة الحد الأقصى والاتجار الحالية)، وإنما لنا جميعاً على نحو فردي. من حيث الجوهر، يتبع هذا النوع من التقنين المرن المنطق نفسه، سواء جرى تطبيقه على المنبع في الصناعة، كما هو الحال في نظام تداول الانبعاثات داخل الاتحاد الأوروبي، أو في المراحل النهائية على كل مستهلك على حدة.

أميركا تحتاج إلى روسيا لتجنب سباق نووي مع الصين

هل جاء الكشف صادماً؟ من الصعب الإجابة عن هذا السؤال. في ظاهر الأمر، من المنطقي أن تجعلنا أدلة القمر الصناعي الجديدة جميعاً نلهث، إذ يبدو أن الصين تبني ما بين 100 و200 صومعة لتخزين وربما إطلاق صواريخ عابرة للقارات برؤوس نووية، وإن كانت معلوماتنا السابقة تقول إن العدد لا يتخطى 20 موقعاً فقط. الاستنتاج الواضح هو أن الصين في عهد الرئيس شي جينبينغ عازمة على بناء ترسانتها النووية بشكل أسرع مما كنا نظن. فالبنتاغون الأميركي يعمل على افتراض أن الصين، التي يقدر أن لديها ما بين 320 و350 سلاحاً نووياً بالفعل، ستضاعف مخزونها من الأسلحة النووية خلال العقد الحالي.

«نورد ستريم 2» سيلقي بظلاله على العلاقات الأميركية ـ الألمانية لسنوات

قبيل شهور من تقاعدها من العمل السياسي، تتوجه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى واشنطن لمقابلة الرئيس جو بايدن. ومن المنتظر أن يجري تنظيم الحدث على نحو يظهر العودة إلى التناغم عبر الأطلسي بعد أربع سنوات من الخصام في ظل سلف بايدن، دونالد ترمب، إلا أنه من أجل الحفاظ على هذا المظهر، سيعمد الأميركيون إلى إخفاء شعورهم بخيبة أمل، في الوقت الذي سيحرص الألمان على إخفاء شعورهم بالقلق. في الواقع، مثل كل من ميركل وبايدن صورة مناقضة لترمب، وإن كان كل منهما فعل ذلك على نحو مختلف عن الآخر. وينطبق هذا القول على نحو خاص بالنظر إلى أنهما مثلا العمل الدولي متعدد الأطراف والتعاون، بدلاً عن القومية.