علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

يوم لا يُنسى!

عاشت السعودية الأسبوع الماضي أحداثاً متلاحقة يصعب حصرها، ولكن أهمها زيارة القيادة السعودية لكوريا، وزيارة اليابان لتمثيل العرب في قمة العشرين، إضافة إلى العديد من الأحداث السياسية التي أشبعها المحللون السياسيون استقراءً وتفسيراً. وكمراقب اقتصادي، لن أتحدث عن هذه الأحداث السياسية، رغم أن زيارة كوريا نصفها اقتصادي، وكذلك قمة العشرين في اليابان التي حملت جوانب اقتصادية أهمها لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، والتي وصفها ترمب بالممتازة، ولهذه القمة تأثير مباشر على اقتصادنا العربي شئنا أم أبينا.
ما سأتحدث عنه اليوم هو حدث داخلي في ظاهره عربي في مجمله، ففي هذا اليوم الأحد 30 يونيو (حزيران) تحطّ أول طائرة في مطار خليج «نيوم»، ومشروع «نيوم» هو مشروع عربي مشترك على البحر الأحمر تشترك فيه السعودية ومصر والأردن، والمطار يقع شمال غربي السعودية. ولأنه هناك، فسيكون رابطاً ما بين شرق آسيا وأوروبا وأفريقيا، وسيكون أيضاً رابطاً بين دول غرب آسيا وأوروبا وأفريقيا.
كتبت الأسبوع الماضي أن انطلاقة المشاريع السعودية ستبدأ، وذلك استناداً إلى ما صرح به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من أنه تم الانتهاء من التصاميم والدراسات لـ«رؤية 2030» وستبدأ الانطلاقة. لم يمر أسبوع على هذا التصريح إلا وتم الإعلان عن افتتاح خليج «نيوم» وأيضاً تم الإعلان عن مشاريع القدية.
هذا الإعلان أثبت للجميع أن مخططات الرؤية قائمة على قدم وساق، وأن الانطلاقة بدأت لينتهي هذا المشروع ونفكر في مشاريع أخرى في البحر الأحمر، هذا البحر الذي لا يزال بكراً، فنحن كمراقبين اقتصاديين ننتظر مشاريع عربية مشتركة على هذا البحر بيننا وبين مصر والسودان، وأيضاً مشاريع مشتركة بين هذا الثلاثي العربي ومنطقة القرن الأفريقي، قد ينضم إليها اليمن كبلد عربي رابع بعد استقراره.
فمنطقة البحر الأحمر واعدة، سواء سياحياً أو اقتصادياً، وتطويرها بالمشاريع العربية المشتركة يخلق فرصاً وظيفية لأبناء البلاد العربية المشتركة في هذه المشاريع، وأيضاً يخلق فرصاً وظيفية لأبناء منطقة القرن الأفريقي.
وأنتم تعرفون أيها القراء الكرام أنه كلما زادت المشاريع الاقتصادية المشتركة في المنطقة العربية وبين جيرانها، سواء الأفارقة أو الآسيويين، زادت فرص السلام وخفّ التوتر لأن السياسيين سيحرصون على السلام لأنه يخلق ديمومة لهذه المشاريع التي تنقذ أبناء شعوبهم من البطالة، فالعرب ومنذ الاستقلال انشغلوا بحروب جانبية فرضتها السياسة وابتعدوا عن التنمية. اليوم مسار جديد يركز على التنمية وفرص التعايش ويجعل الماضي خلفنا لنركز على كل ما فيه مصلحة شعوبنا العربية وجيرانها.