علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

التحدي

كنت قد حدّثتكم قبل نحو عامين عن العلماء الذين وجدوا أن لديهم وقت فراغ فتراهنوا على من يصنع محركاً يستهلك أقل كمية من الوقود وكان ذلك عام 1939، وقد أنتج هذا الرهان أكبر تظاهرة علمية في آسيا وهي تظاهرة «شل ماراثون» التي اجتمع فيها هذا العام 110 فرق من مختلف قارة آسيا.
قبل عامين نسيت أن أخبركم مَن فاز بالرهان. الذي فاز بالرهان مدير العمليات في شركة «شل»، وقد استطاع أن يستخدم سيارة موديل عام 1924 ويعدّل عليها لتسير 49 كيلومتراً مستخدمة جالون وقود، وأنتم تعرفون أن السيارات القديمة مصنوعة من الحديد الصلب لذلك يعد ما قام به مدير «شل» إنجازاً كبيراً.
وحتى الآن السيارات العادية وكمقياس عالمي تستهلك جالوناً لكل 25 كيلومتراً، مما يعني أننا إذا استخدمنا هذا المقياس فإن باستطاعتنا الوصول إلى نتائج أفضل بتحسين وتطوير محرك يستهلك أقل كمية وقود ولو في المعامل العلمية مبدئياً.
وهذا بالفعل حدث مختبرياً، إذ قطع فريق «RMUTP RACING» من جامعة راجامانغالا للتكنولوجيا فرا ناخون في تايلاند مسافة 1546.9 كيلومتر باستخدام لتر واحد من الإيثانول بمركبتهم ذات النموذج الأوّلي، وهو ما يعادل المسافة من كوالالمبور مكان إقامة ماراثون «شل» إلى بانكوك، عاصمة أفراد الفريق.
وحقق الفائزون الآخرون في فئة المركبات ذات النموذج الأولي نتائج جيدة حيث قطع فريق «HuaQi – EV» من الصين مسافة 501.6 كم/ كيلوواط ساعة باستخدام البطارية الكهربائية، بينما قطع فريق «TP ECO» من سنغافورة 403.3 كم/ متر مكعب في فئة خلية وقود الهيدروجين.
وقد حققت فرقنا العربية مراكز مقبولة، حيث تمكن فريق جامعة عين شمس من مصر من الحصول على المركز الثاني عشر في فئة محرك الاحتراق الداخلي، بينما حصلت جامعة الملك سعود وجامعة الأمير سلطان من المملكة العربية السعودية على المركزين الـ15 والـ18، كما حققت جامعة القاهرة المركز العاشر في فئة البطاريات الكهربائية.
هؤلاء هم علماء العالم العربي الصغار الذين يجب دعهم ليمكنهم تطوير مهاراتهم ليحصلوا على أحد المراكز الثلاثة الأولى، لأن ذلك يؤهلهم لدخول الماراثون العالمي الذي يقام في لندن، حيث يتنافسون مع الأوائل في كل قارة.
أرجو من وزراء التعليم في عالمنا العربي الاهتمام بعلمائنا الصغار وأن يلتفتوا إليهم، كما أرجو من رجال المال أن يرعوهم أو أن تهتم بهم الجمعيات الخيرية.