مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

رسالة إلى رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية

الحديث عن الرياضة وتحديداً كرة القدم - وخصوصاً في البلاد العربية - حديث ذو شجون... وأي شجون؟!
لا أريد أن أتحدث عن كل البلاد، ففي كل بلد هناك أهل لها هم أدرى بشعابها مني، ولكنني آخذ بلدي السعودية مثلاً.
فالدولة لم تقصر منذ عشرات الأعوام، دعمت النوادي، وأنشأت الملاعب، ونظمت الدوريّات، وسنت الأنظمة، ورصدت الجوائز، واستقطبت الحكام، واشتركت في جميع المسابقات القطرية والقارية والعالمية، ولم تترك شيئاً إلاّ وقدمته للأندية، ابتداء من دعم الميزانيات وسداد المديونيات، وانتهاءً (بفنايل) اللاعبين وكرات الملاعب، ولم يبق إلاّ أن تأتي لهم بحليب العصافير.
ولكنها بالمقابل فرضت تعليمات وأنظمة يجب أن تتبع، للحفاظ على الأنظمة والأخلاق والذوق العام، لكي لا يكون التشجيع عشوائياً وجاهلياً، ومن تلك الشروط:
على كل ناد أن يكبح جماح جماهيره وعدم استخدام العنف تجاه الأشخاص أو الأشياء، أو خلع المعدات، أو العبث بممتلكات الملعب كمقاعد الجمهور ونحوها وقذف الألعاب، أو أي نوع من المفرقعات أو القنابل الدخانية أو المواد النارية أو الحارقة باتجاه مضمار الملعب أو بشكل يعرض سلامة المتفرجين في المدرجات للخطر، أو القذف بأي أداة كعلب المياه والأحذية وغيرها، أو التلفظ بكلمات نابية أو الإساءة إلى كرامة أي شخص أو مجموعة من الأشخاص بإصدار أصوات، أو استعمال أجهزة الليزر أو أي أجهزة أخرى إلكترونية ضارة مشابهة، أو اقتحام الملعب، يعاقب النادي بغرامة مالية لا تقل عن 10 آلاف ريال ولا تزيد على 100 ألف ريال، ونصت كذلك على أنه يجوز للجنة في حال العودة خلال الموسم الرياضي نفسه، تشديد العقوبة المعلنة بنسبة لا تزيد على 50 في المائة من العقوبة السابقة، وفي حال عدم إمكانية ذلك توقع عقوبات إضافية... انتهى.
ليس هناك أفضل من هذه التعليمات الملزمة والواضحة وضوح الشمس، ولكن تريثوا انتظروا (فالعجلة من الشيطان)، وإليكم النتائج التي حصلت في هذا الموسم:
هناك عقوبات انضباطية صدرت ضد ثمانية من رؤساء أندية المقدمة، بلغ مجموعها 2.730.000 ريال، بسبب تغريدات بذيئة مسيئة، وتصرفات رعناء ما أنزل الله بها من سلطان.
المشكلة أن هؤلاء الرؤساء فيهم من يحمل لقب أمير أو دكتور أو شيخ أو رجل أعمال أو رجل مجتمع، إذن ماذا ترك هؤلاء الرجال (الفطاحل) للآخرين؟!
والآن هل يحق لي أن أقول: إذا كان رب الدار بالدف ضارباً، فشيمة أهل الدار كلهم أن يرقصوا رقصة (Fort Knight)؟!