مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

استقال الهولندي ماذا عن البريطاني؟

وهذا مسؤول أممي جديد يسجل في سجل المخفقين في المعضلة اليمنية، لكنه إخفاق مشرف في واقع الحال!
استقال الجنرال الهولندي باتريك كومارت، المشرف على تنفيذ اتفاق السويد بخصوص الحديدة وموانئ الحديدة الثلاثة بين عصابات الحوثي والشرعية اليمنية، ويتولى المهمة جنرال آخر (إسكندنافي) هو الدنماركي مايكل لويسغارد.
مصادر حكومية يمنية ذكرت أن الخلافات نشبت بين كومارت والمبعوث الأممي لليمن، البريطاني مارتن غريفيث، بعد اعتراض كومارت على عملية إعادة الانتشار «الصورية» التي قامت بها ميليشيات الحوثي في ميناء الحديدة من خلال سحب عناصرها بلباس مدني، وتسليم الميناء لحوثيين آخرين بلباس قوات خفر السواحل.
وبحسب المصادر، فقد رفض كومارت أسلوب «المراضاة» الذي انتهجه غريفيث مع الحوثيين، وأراد الجنرال الهولندي التعامل معهم بصرامة.
الرجل عسكري محترف ويريد إنجاز عمله حسب الأهداف التي حددت له من قبل الأمم المتحدة، وليس له في «لكاعة» الساسة خاصة من بريطانيا.
واضح، وبعد كل بوادر حسن النوايا ومساعدة الحل السياسي السلمي ودعم المسار الإنساني من قبل الشرعية والتحالف، أن من يعطل الحل ويناور من أجل قضم الأرض والمكاسب السياسية هو الطرف الحوثي.
السؤال، وبعدما أبدت العصابة الحوثية تذمرها من الجنرال الهولندي كومارت، بل وهددت سلامته الشخصية وبعثته، هو أن البريطاني غريفيث والدول الغربية التي تدعمه هي التي تطيل عمر المعضلة اليمنية «لحاجة في نفس يعقوب».
وعليه، فهل من حق الشرعية اليمنية والتحالف أن يطعنا في نوايا وأجندة غريفيث ومن يقف خلفه، وبالنتيجة المطالبة بتغييره؟ على الأقل من باب المساواة بالحوثي!