قرارات العام الجديد الفاشلة

إنه ذلك الوقت من العام الذي تتراكم فيه أرتال القوائم المختلفة: من الأسهم التي ينبغي ابتياعها، والكتب التي تنبغي قراءتها، والتفسيرات الخاصة بالخيارات السيئة السابقة واحتمالات نجاحها في العام الجاري. والتوقعات، الكثير ثم الكثير من التوقعات. والأسوأ من كل ذلك هي الاقتراحات الفظيعة بالنسبة إلى قرارات العام الجديد.
عوضاً عن التحريك المتهور المعتاد لأصابعي، دعُونا نلقِ نظرة على كتاب قواعد تشارلي مونغر، ولنتصور ماهية قائمة القرارات الجديدة والتي من المرجح لك قرار منها ألا يحالفه النجاح في الواقع أبداً.
1- ادخار المزيد من المال: هذا هو عام «شد الحزام» بالنسبة إلى الأسرة جميعاً لأجل توفير بعض الأموال للأوقات العصيبة.
خارج القائمة: الذهاب إلى المطاعم الفاخرة، والسفر المستمر في أثناء العطلات، ومشاهدة عروض برودواي المسرحية، والحفلات الموسيقية، والعروض الكوميدية الحية، وطلبات شراء الأشياء غير المهمة من موقع «أمازون»، وإيجارات السيارات الفارهة، ورسوم رسوّ السفن في الموانئ الخاصة، وحجز الدرجة الأولى في رحلات الطيران. ناهيكم بالتوقف عن تناول مشروب اللاتيه اللذيذ من مقاهي «ستاربكس» الشهيرة.
داخل القائمة: مشاهدة التلفاز، والطهي في المنزل، واستعارة الكتب من المكتبة العامة، وقضاء العطلات في المنزل.
2- قضاء المزيد من الوقت مع العائلة: ما مدى صعوبة توفير 10 ساعات إضافية في كل أسبوع لقضاء المزيد من الوقت مع الأحباء؟ لماذا لا تقضي سهرة أسبوعية أو لثلاث مرات كل أسبوع مع الزوج-الزوجة؟ لماذا لا تذهب إلى ملاعب وحفلات الأطفال رفقة أبنائك؟ لماذا لا تدعو الأقارب لتناول الغداء في منزلك؟ لماذا لا تقرأ حكايات ما قبل النوم لأطفالك؟ أليست العائلة هي كل شيء في حياتنا؟
3- المزيد من الاستثمار: لقد تجاوزت بالفعل حدود مبلغ معين، ولكنّ ذلك لا يعني أبداً عجزك عن توفير بعض المال من أجل مدخرات التقاعد أو لأجل أي أهداف استثمارية أخرى. ضعْ قائمة صغيرة بعدد قليل من الاستثمارات تحت عنوان واحد، مثلاً: قيمة الحد الأدنى للأسواق الناشئة، وقم بضخ بعض الأموال إليها مرة واحدة في كل شهر. كذلك، في أي وقت تنخفض فيه السوق بنسبة 10%، تجاوزْ حالة الذعر الخاصة بك وتخلص من بعض الدولارات في صندوق مؤشر «ستاندرد آند بورز 500». إن ادخار المزيد من الأموال سهل للغاية، إن قررت المضي قدماً في هذا الطريق.
4- «فقدان الوزن- تناول الطعام بشكل أفضل»: ما مدى صعوبة هذا القرار؟ توقف عن تناول الحلوى والدهون، وقلِّل من حصص الطعام اليومية، ولا تأكل أي شيء بعد الساعة الثامنة مساءً، وأضف المزيد من الفاكهة والخضراوات إلى طعامك، وتناول القليل من الأطعمة الجاهزة (لقد توقفت بالفعل عن الذهاب للأكل في المطاعم). حسناً، قلِّل من المشروبات الروحية قدر الإمكان، وسوف تجد الوزن ينخفض لديك بصورة تلقائية.
5- اقرأ المزيد من الكتب: تنشر الولايات المتحدة نحو 300 ألف عنوان جديد في كل عام، ويمكنك من دون شك توفير بعض الوقت لقراءة بعض من هذه الكتب. توقف عن قضاء المزيد من الوقت أمام التلفاز (أو بعض الوقت المخصص للعائلة الذي استعدته تواً) وذلك من أجل توفير بضع ساعات من وقتك للقراءة. ثم اختر بعض الكتب التي تنبغي لك قراءتها بصفة شهرية -وحاول البدء بقائمة للكتب تضعها بنفسك مرتين في كل عام، ولسوف تكتشف مزيداً من الوعي والمعرفة والذكاء في شخصيتك جراء ذلك.
6- ممارسة الرياضة: نعرف جميعاً الفوائد الصحية لممارسة الرياضة، ورفع بعض الأثقال الحرة، وملاكمة وسادة السرعة لبعض الوقت، والقفز بالحبل في المكان. ابتع لنفسك ماكينة التجديف الآلية المنزلية، على اختلاف أنواعها المتوفرة في الأسواق، ثم اضبط لنفسك روتيناً يومياً لممارسة التمرينات عليها، ولسوف يضمن لك ذلك النشاط حياة أطول وأفضل بكل تأكيد.
7- المزيد من النوم: لماذا لم أفكر في ذلك من قبل؟ حاول أن تنام لساعتين أكثر في كل ليلة. وابدأ ذلك بالذهاب إلى النوم مبكراً يومياً والاستيقاظ في وقت متأخر عما اعتدت عليه. ولا تضبط نصف الساعة السخيفة على الحاسوب قبل التوجه إلى المكتب يومياً. وهذا من الأمور التي حلمت بها إلى الأبد، فما مدى صعوبة تنفيذها؟
8- توقف عن تنفيذ المهام المتعددة: لا ترد فوراً على كل رسالة بالبريد الإلكتروني أو رسالة نصية. أيضاً، أوقف تشغيل الإشعارات الوامضة والنابضة والهزازة في هاتفك الذكي لقاء كل رسالة بريدية أو نصية جديدة. وحدد ميعادين محددين في كل يوم لقراءة الرسائل والرد عليها.
9- إعادة اكتشاف الذات: تعلم لغة أجنبية جديدة، مارس هواية جديدة، تطوع لإحدى الأنشطة الخيرية... فإن كنت شرعت في ذلك فعلاً، فسوف يُتاح لك المزيد من الوقت لكي تتمكن من إعادة اكتشاف ذاتك على نحو أسبوعي. وفي أثناء ممارسة هذا الروتين الجديد، جدّد الجانب الإبداعي من شخصيتك، وتخلص من الأشياء والأمور السلبية من الماضي، وحاول اكتشاف ما يطلبه منك مستقبل أيامك، وحاول أن تجعل من ذاتك أفضل مما يمكن.
10- توقف عن «التسويف – التأخر»: لا يعني الانتظار حتى نهاية العام الفائت لإعداد هذه القائمة أنني لن ألتزم بالتوقف عن عادتي السيئة بتأخير الأمور المهمة حتى اللحظات الأخيرة. فإن كنت أستطيع التغلب على نفسي في ذلك، فإنك يمكنك ذلك أيضاً.
ومع ذلك، إليكم نصيحة أخيرة –لا بد من أخذها على محمل الجدية: قمْ بإجراء التغيرات البسيطة الصغيرة المحدودة القابلة للإنجاز حيال مجموعة معينة وواضحة من الأهداف والغايات ذات ردود الفعل الإيجابية المستمرة على شخصيتك ونفسك وحياتك ومستقبلك. وهذا هو القرار الذي يمكنني الالتزام حقاً به.
- بالاتفاق مع «بلومبرغ»