تساءل فؤاد أنور، نجم كرة القدم السعودية السابق والمدرب الوطني الحالي، الذي أطلق عليه «فؤاد الأخضر» عن مستقبل الكرة السعودية قائلا: كيف تتطور الكرة عندنا واللاعب يتقاضى الملايين ولا يلعب إلا ساعتين؟!
لا شك أن فؤاد أنور، الذي أعده من أفضل من لعب في خانة المحور الدفاعي، أحد النماذج الجميلة التي لم تبتعد عن الساحة؛ حيث يشارك بآرائه إعلاميا، ويسهم تدريبيا، ويدرك أن ثمة خللا كبيرا في الأداء لا يتوافق مع الملايين التي تقدم للاعبي الفترة الحالية، وهذا الخلل لا شك أنه ينعكس على الأداء، سواء على مستوى الأندية أو المنتخب.
من الواضح أن أنديتنا هذا العام، لا سيما الكبيرة منها، أنفقت الكثير من الملايين هذا الصيف استعدادا للموسم المقبل، واستقطبت من الداخل والخارج، وأعدت فرقها في الدول الأوروبية، محاولة الاستفادة من أفضل الإمكانات والتجهيزات في معسكراتها الأوروبية.
ومع أن كل الفرق استقطبت أفضل الأسماء التدريبية، بما يتوافق مع إمكاناتها المالية، إلا أنني أتوقع أن معظم المدربين الجدد، إن لم يكن كلهم، سيصدمون بواقع مرير وصعب، يتمثل بالضعف الكبير في الجانب المهاري «الفني» الجماعي، وهو أكبر عيب تعانيه الكرة العربية على العموم.
ويتضح هذا العيب جليا في التحرك دون كرة، وفي قراءة التحركات، والتمركز، والتسليم، والتسلم، وفي ظني أن إحدى المشكلات الفنية الرئيسة هي عدم القدرة على التحكم؛ بسبب ضعف شديد في دقة التمرير، ولا شك أن جيل فؤاد أنور، وماجد عبد الله، وسامي الجابر، وحمزة إدريس، وخالد مسعد، معذور، مع أن الإمكانات الفردية كانت أفضل دون أدنى شك.
رأينا في نهائيات كأس العالم لكرة القدم الأخيرة مدى القدرة على التحكم؛ بسبب دقة التمرير والتصويب، بالإضافة إلى دقة التحركات.
ولأن المدربين العالميين القادمين سيصدمون بهذا الواقع، فهم سيضطرون وسيجبرون على تغيير كبير في خططهم، وبالتالي يكون الجانب الفني أحد أهم واجباتهم، في ظل الصعوبات التي ستواجههم أثناء تنفيذ الخطط الفنية، وسيضطر المدرب غالبا - حتى على صعيد المنتخبات مع الأسف الشديد - إلى تعلم أساسيات الجانب المهاري فرديا وجماعيا.
أجد أن لفؤاد أنور وغيره من أصحاب الخبرة والرؤية الثاقبة الحق في التركيز على هذه المسألة الفنية تحديدا، لأن النقص، وقلة ساعات التدريب، وعدم الجدية، من شأنها إعاقة عمل المدربين وخططهم الاستراتيجية، حيث يُهدر وقت طويل في التركيز على الأساسيات.
نجم عالمي كبير مثل تشافي تميز بدقة التمرير، ما ساعده وساعد فريق برشلونة على التألق على مدى عقد كامل، وقفز نجم منتخب كولومبيا جيمس رودريغز إلى مصاف الصفوة عالميا، واحتل الترتيب الثاني في قائمة أغلى الانتقالات الصيفية، وقد تميز أيضا بالمهارة الفردية العالية، وكان من أفضل من شاهدناهم يساعد منتخب بلاده على مستوى التقنية الجماعية.
إن الدقة - كما يرى الخبراء - تعتمد على العامل الوراثي والتدريب، والواقع أن الكرة السعودية تعاني العامل الوراثي، بسبب خلل في الاكتشاف والتدريب، ما أجبر المدربين على القيام بأدوار لم تكن في الحسبان، فأنديتنا لم تعد تهتم بإعداد الصغار كما يجب، لذلك تصارعت الأندية وتسابقت على عدد محدود من اللاعبين، ثم ارتفعت الأسعار على نحو لا يتسق مع الواقع وإمكانات الأندية.
إنها مسؤولية صانعي القرار بالأندية من داعمين وإداريين، فمتى نستفيق ونتحرك إلى الأمام؟
7:44 دقيقه
TT
فؤاد أنور: من أجل الأخضر
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة