علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

مستمرون

أحياناً حينما تريد أن تكتب عن موضوع ما تحتار من أين تبدأ؟ ولكني سأبدأ لكم من زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لعدد من مناطق المملكة، وكان في معيته ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وأثناء زيارة الملك سلمان الداخلية، كان الأمير محمد بن سلمان يلتقي بالقيادات الشعبية في المناطق التي زارها وبالشباب، وكانت وسائل التواصل الاجتماعي تنقل ذلك أولاً بأول، وقد وضح مدى التفاف الشعب السعودي حول مليكهم وولي عهده.
تلا هذه الزيارات مباشرة زيارة خارجية للدول المؤثرة في الإقليم، كالإمارات والبحرين ومصر. وفي مصر تم توقيع كثير من الاتفاقيات الاقتصادية، ومصر والسعودية جناحا العالم العربي، ولا يمكن أن يحلق العالم العربي من دون جناحيه. ومن المعروف أن دول الخليج تمتلك المال، ومصر تمتلك الأيدي العاملة، وكل في حاجة الآخر. فعلى مصر العزيزة أن تدرب عمالتها على ما يحتاجه العالم العربي والعالم من أعمال ومهن، وأن تخفف من البيروقراطية التي تمنع المستثمر الأجنبي من الاستثمار في مصر. وأنا متأكد أنه إذا هيئ المناخ والتشريعات في مصر للمستثمر الأجنبي فإن هذا المستثمر سيأتي مهرولاً للاستثمار في مصر، لأن بها فرصاً بكراً وكثيرة.
ولقد نجح ولي العهد السعودي في تعزيز التعاون الاقتصادي بيننا وبين الشقيقة مصر، الذي أتمنى أن تمتد عدواه لجميع أقطارنا العربية، حتى وإن كان باتفاقات ثنائية لأننا فشلنا في العمل العربي المشترك للأسف، ولم ننجح ولو في مؤسسة عربية واحدة مشتركة، لذلك فإن البديل هو الاتفاقات الثنائية.
بعد الزيارة العربية توجه ولي العهد لبوينس آيريس، واجتمع مع أهم قادة عشرين دولة في العالم، كما التقى عدد منهم في لقاءات ثنائية أو عابرة. وكانت السعودية ركناً مهماً من أركان الدول العشرين... وإثر هذا النجاح سكتت كل الأصوات التي تنذر بالفشل.
على مستوى كل الأصعدة، نجح ولي العهد السعودي في زيارته الداخلية والإقليمية والعالمية، فيما فشل من كان ضد السعودية بسبب أو من دون سبب في إدارة أجندته السياسية، لتنجح السعودية في إدارة اقتصادها وسياستها على المستوى الداخلي الذي حفل بتدشين عدد من المشاريع الاقتصادية بمليارات الريالات أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين للمناطق، والتي توفر فرصاً وظيفية لأبناء الوطن وتمثل إضافة للناتج القومي. كما نجحت السعودية على المستوى الإقليمي عبر الصفقات الاقتصادية والتفاهمات السياسية. وتوج هذا النجاح بالوصول لقمة العشرين. وتركت السعودية للآخرين الدهشة من نجاحها.