حسين شبكشي
رجل أعمال سعودي، ومستشار اقتصادي لعدد من الشركات الخليجية الكبرى، وعضو مجلس إدارة ورئيس مجلس إدارة في عدد من الشركات السعودية والأجنبية. نشر العديد من المقالات في مجالات مختصة، وفي صحف ومجلات عامة في العالم العربي. اختير عام 1995 «أحد قادة الغد» من قبل «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس. أول رجل أعمال سعودي وخليجي ينضم إلى «منتدى أمير ويلز لقادة الأعمال».
TT

منتدى الحلم والإيجابية

في منطقة الشرق الأوسط هناك انغماس مبالَغ فيه جدّاً في الحديث عن الماضي، ولذلك كم هي مبهجة تلك الأيام التي تعيشها السعودية؛ هذه الأيام، من خلال أحداث منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار، وهي المناسبة التي لا حديث فيها إلا عن كل ما هو إيجابي لبناء المستقبل والتفكير، بشكل خلاق وإبداعي وخارج الصندوق لحلول المشكلات، ورَفْع سقف الطموحات وإطلاق العنان للخيال والأحلام والأماني والآمال.
إنه منتدى الأفكار غير التقليدية التي تولِّد الأحلام، والتي تتحول إلى مشاريع تعتمد على رأس المال البشري في المقام الأول، بلا شك. وتجسّد هذا الانطباع بشكل مكرّس خلال وقائع الجلسة التي شارك فيها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بمشاركة ولي عهد البحرين ورئيس وزراء لبنان.
كانت الجلسة فيها طاقة هائلة من الإيجابيات والراحة انعكست بشكل واضح على الحضور الكبير الذي تفاعل بقوة مع وقائعها.
الناس بحاجة لأن تطمئن على مستقبلها، وفي ظل غياب أخبار إيجابية جاءت هذه الجلسة مفعمةً بالحلم والأمل، باعثةً على الخيال، ودافعة للإبداع وللعمل. هناك خريطة طريق ذهنية قد تم إطلاق رؤوس أقلامها؛ رؤوس أقلام محفّزة على الحلم وعلى الخيال. نحن نعيش في منطقة من العالم باتَتْ سيئة السمعة، لما عُرِف عنها من أنها منطقة مشكلات وتطرُّف وحروب وعنف، وهذه تحوَّلَت مع الوقت من انطباع إلى قناعة راسخة، وصورة ذهنية مطلقة.
اليوم، الاقتصاد الجديد يعتمد على عناصر مهمة، هي الاستقرار والإبداع متى ما توفرت انطلقت الأفكار إلى عنان السماء. وقد استشهد الأمير محمد بن سلمان بتجربة دبي، التي أطلقها حاكم دبي محمد بن راشد، بنجاح مذهل وعظيم، حتى رفع السقف، وأصبحت مضرباً للأمثال، كنموذج للنجاح العالمي.
اليوم، قوة الانطلاق هي مِن الفكرة، وهذه الفكرة مصدرها الحلم الذي لا يأتي إلا في أجواء تدعمها بشكل جليّ.
أهم من الصفقات المعلنة وأحجامها بالمليارات، أبلغ إنجازات منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار إعادة الأمل وبث الروح الإيجابية، ونشر القدرة على الحلم. الحلم إنجاز جميل يجب عدم الاستهانة به في منطقة تعوّدت، ولمدة طويلة جداً، على الكوابيس.
الدول القادرة على بثِّ الروح الإيجابية، وحثِّ الخيال على الانطلاق هي القادرة على صُنع الفارق في واقعها ومن ثم مستقبلها، وبالتالي المساهمة في النقلة النوعية للمجتمع، لتحسين وضعه وتطوير دخله، لتأمين الحق بأن يعيش بكرامة.
هذا الطموح هو حالياً أمل، وفي طريقه لأن يصبح حقّاً، وبين المرحلتين يبقى تحدي العمل الجدي العظيم.