كلٌّ من الولايات المتحدة الأميركية والصين في حاجة ماسة حالياً إلى تخطيط أفضل بشأن الحرب الباردة.
قيل إنه لا توجد خطة للمعركة تنجو من الاتصال (المواجهة) الأول مع العدو. ولكن، ماذا لو أن الطريقة العبقرية للالتفاف حول ذلك هي عدم وجود خطة للمعركة بالأساس؟ وربما يكتشف الرئيس دونالد ترمب ذلك الأمر عبر حربه الباردة الراهنة مع الصين.
وفي ميدان التجارة، شن الرئيس ترمب حرب الرسوم الجمركية وهدد بالمزيد، في الوقت الذي يدعو فيه الصين إلى وقف أعمال التجسس، وسرقات التكنولوجيا، وغيرها من الممارسات المؤسسية السيئة. لكن الرسوم الجمركية من الأسلحة الغبية التي تُلحق الضرر بالشركات الأميركية وبالنمو الاقتصادي كذلك، والقضاء على التجسس التجاري في المؤسسات أصعب مما يبدو للعيان، كما يقول الكاتب نوح سميث. ومن المقاربات الفعالة والأكثر بساطة، كما يضيف الكاتب نوح سميث، هي محاولة إقناع الصين بالتوقف عن بقاء عملتها رخيصة للغاية من أجل تعزيز الصادرات. وهذا من شأنه أن يجعل التجارة العالمية أكثر إنصافاً، ويكبح جماح العجز التجاري الذي يبغضه الرئيس ترمب كثيراً.
وفي الأسبوع الماضي، عرض نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، شكاوى الرئيس الأوسع نطاقاً بشأن الصين، ودار حديثه حول كل شيء؛ من العدوان العسكري حتى انتهاكات حقوق الإنسان. وكان أغلب ذلك مشروعاً ومحل ترحيب، كما يقول الزميل هال براندز - ولكن الرئيس ترمب لا يبدو أنه يعبأ بفعل الكثير بهذا الخصوص. وليس من الواضح تماماً هدفه بشأن الحرب الباردة الجديدة الراهنة.. هل يهدف إلى عقد صفقة سريعة ورديئة تحافظ على الوضع الراهن على غرار اتفاقية «نافتا» الجديدة؟ يقول الكاتب هال عن ذلك: «بدأت الولايات المتحدة في نهاية المطاف في الإفصاح عن الأمور الصحيحة عندما يتعلق الأمر بالتحديات الصينية. ولكنها لا تزال تكافح من أجل أن تفعل ما هو ضروري ولازم تحقيقاً للنجاح».
وعلى الجانب الإيجابي لصالح الرئيس ترمب، لم يكن الرد الصيني مفعماً بالذكاء الرائع كما كان متوقعاً. فلقد عزفت على أوتار السياسات التقليدية القديمة، مثل خفض معدلات الاحتياطي المصرفي، لتأجيج نيران محركات الاقتصاد الوطني الذي يرتكز على الإنتاج. وعبر هذه العملية، تخلت الصين عن جهودها لتحديث اقتصاد البلاد. وكتب الدكتور محمد العريان يقول إن «هذه العملية سوف تُبقي الصين على مسار التصادم مع الولايات المتحدة الأميركية».
- بالاتفاق مع «بلومبرغ»