مارك غونغلوف

الصين وروسيا وحرب باردة جديدة

رغم كونه شاسعاً وغامضاً وربما مميتاً، فإن الفضاء يوفر أيضاً نوعاً من المرح. فحتى عشاق الخيال العلمي يعرفون ذلك. هكذا قضينا سنوات نضحك على قوة الفضاء الأميركية الجديدة، خاصة عندما كشفت عن شعارها «ستار فليت». لنعد إلى ذلك الشيء «المميت». لو أن الديناصورات كانت لا تزال موجودة لكانت حتماً ستخبرنا بأن صخرة متقنة التصويب يمكن أن تسقط على الأرض من الفضاء بفعل الجاذبية، وحينها ستكون نهاية اللعبة أو نهاية العالم؛ مما يجعل الدفاع عن الفضاء مهمة كبيرة. ويبدو أن الصين وروسيا، خصمَا أميركا في الحرب الباردة الجديدة، قد استوعبتا ذلك ولديهما خطط كبيرة لعسكرة الفضاء، بحسب جيمس ستافريديس.

ماذا تتوقع عندما تُقبل على حرب باردة جديدة؟

ربما لأن الأشخاص في سن معينة في مثل عمرى تقريباً يبتكرون الكثير من وسائل الترفيه، فلا يبدو أننا سنتوقف عن إعادة إحياء حقبة الثمانينات. لا بأس في ذلك، فـ«كوبرا كاي» هي «آنا كارنينا» العصر الحالي، والعديد من البرامج التلفزيونية السبعة والأربعين الأخرى التي تحمل موضوعات الثمانينات ليست سيئة. فإحياء حقبة الثمانينات بمثابة حرب باردة جديدة، هذه المرة مع الصين. وعندما بدأت وكالة أنباء «بلومبرغ» في التحذير منذ سنوات، بدا الأمر تكراراً للسيناريو ذاته.

أميركا: فقدان الأمل في الحوافز الاقتصادية

بسذاجة ظللنا نعتقد بوجود احتمال أن تقدم الحكومة الأميركية المزيد من الحوافز رغم أن احتمال حدوث ذلك في هذه المرحلة لا يتعدى الواحد في المليون. وقد بدد الرئيس ترمب مؤخراً كل أمل في ذلك حين كتب في تغريدة له على موقع «تويتر» عن توقف المحادثات الخاصة بخطط الإنقاذ والمساعدات؛ وهو ما مثّل إهانة جديدة لنانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي. وقد غيّر ترمب رأيه، حيث دعا مرة أخرى إلى تقديم حوافز.

«كورونا» والثقوب في الجدار الأميركي العظيم

كثيراً ما يردد الأميركيون أن «أميركا الدولة العظمى على مرّ التاريخ». ومع ذلك، ثمة صعوبة متزايدة في تذكر السبب وراء هذا الاعتقاد الجازم. من المؤكد أنه على بعض الأصعدة، تبدو هذه العظمة الأميركية جلية. على سبيل المثال، المتنزهات الوطنية الأميركية مذهلة، ونحن البلاد التي يوجد بها أكبر عدد من منافذ متجر «تريدر جوز» الشهير. ولا توجد دولة أخرى في العالم يثير علمها ذلك القدر من الخوف. ومع ذلك، يبدو إخفاق الولايات المتحدة أمام وباء فيروس «كورونا» المستجد واضحاً. ورغم ذلك، ما تزال البلاد تفتقر إلى خطة وطنية لاحتواء ذلك الوباء المتمرد.

الوباء واستعداد أميركا له

بعد فترة وجيزة من اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول)، كتب وارين بافيت عبارته الكلاسيكية الشهيرة، «لن ترى من يسبح عارياً إلا عندما ينحسر المد». في الأزمة الحالية التي تشبه إلى حد ما أحداث 11 سبتمبر التي لا تنتهي تبعاتها أبداً، أدركنا أن أميركا بأكملها كانت عارية. من الواضح أننا لم نكن مستعدين لمواجهة الوباء، إذ إننا ما زلنا نسعى جاهدين للحصول على إمدادات طبية ومعدات فحص مناسبة، لكن ثمة نقاط ضعف أخرى تجعل هذه الكارثة أسوأ مما كان يفترض أن تكون. فدور التمريض كانت ناقلات سيئة للغاية للمرض ولانتشار فيروس «كورونا»، وهي نتيجة غير مباشرة لضعف رواتب عامليها، بحسب هيئة تحرير «بلومبرغ».

الطريق لإعادة تشغيل الاقتصاد لا تزال طويلة

من الواضح لنا جميعاً مدى رغبة الرئيس دونالد ترمب المتقدة إلى إنهاء الإغلاق العام في البلاد، وكان قد أصدر بالأمس توجيهات جديدة تتعلق بكيفية إنهاء حكومات الولايات لحالة الإغلاق العام. وكانت التوجيهات الرئاسية مثار حيرة بالغة ومفاجئة لدى حكام الولايات، غير أن تلك الحيرة لم تدم طويلاً، فلقد أطل علينا الرئيس ترمب من نافذة «تويتر» هذا الصباح، داعياً حكام ولايات مينيسوتا، ومشيغان، وفيرجينيا إلى «تحرير» أنفسهم من أوامر الإغلاق التي فرضها الحكام الديمقراطيون على ولاياتهم.

دروس إدارة المخاطر من الأزمة الراهنة

قبل عقد من الزمان، كانت البنوك هي النقاط الساخنة لمواجهة الأزمة المالية العالمية. واليوم، فإن الجميع يطلبون منها المساعدة في عمليات الإنقاذ من انتشار فيروس كورونا، بما في ذلك تحويل أموال القروض المدعومة من الحكومة إلى الشركات الصغيرة. ولكن تبين أن هذا عمل من الأعمال المعقدة التي لا تستحق الثناء أو التقدير. وفي الأثناء ذاتها، فإن العديد من البنوك الأوروبية تواجه مشكلات الأزمات المالية القديمة المتمثلة في وجود أصول يصعب للغاية بيعها والتي تُثقل الميزانيات العمومية الأوروبية.

الوباء يذكّر أسواق المال بأزمة 1987

اجتاحت الأسواق حالة من الذعر بسبب فيروس «كورونا»؛ حيث شهدت سوق الأسهم الأميركية أكبر انخفاض لها منذ «الاثنين الأسود» عام 1987، لتهدد بأزمة ائتمان جديدة يغذيها الفشل العالمي في قيادة الدفة. كتب جوناثان بيرنشتاين في مقال تحليلي يقول: لو أخذنا الرئيس دونالد ترمب مثلاً، فقد أتيحت له فرصة لإعادة النظر في طريقة معالجته لأزمة الفيروس سريع الانتشار، وإنهاء عمليات البيع في السوق؛ لكنه بدلاً من ذلك ارتكب كثيراً من الأخطاء التي لم يكن مجبراً عليها، وألقى باللائمة على دول أخرى في انتشار المرض، وتفاخر بصورة غير مقنعة بمعالجة أزماته، وكشف عن خطط لم تحقق ما أراده الخبراء ولا الأسواق.

«كورونا» من أكبر التهديدات الاقتصادية القائمة

يحارب علماء الأوبئة في الولايات المتحدة مرضاً عصياً على التعرف، وذلك بسبب النقص الواضح في الاختبارات الخاصة بفيروس «كورونا». في حين أن صناع السياسات الاقتصادية يحاربون، على صعيد آخر، ركوداً اقتصادياً لا يمكنهم تصور ماهيته. بكل تأكيد، من السهل معرفة أن الفيروس الذي يجتاح العالم راهناً يشكّل واحداً من أكبر التهديدات الاقتصادية القائمة. وتحوّلت مدن وبلدان بأكملها إلى ما يشبه الحجر الصحي المفتوح في محاولة مضنية لمكافحة انتشار الفيروس.

هل «كورونا» خارج نطاق السيطرة؟

الأسهم الأميركية تتراجع بأكثر من 3 % وسط مخاوف من فيروس «كورونا»، والأسهم تنتعش بين عشية وضحاها بفضل جهود مكافحة الفيروس، والرئيس دونالد ترمب يقول إن الفيروس «تحت السيطرة في بلادنا»، مضيفاً: «نحن قريبون جداً من اللقاح»، والبيت الأبيض يعتذر: ترمب كان يقصد لقاحاً للإيبولا، لا لفيروس كورونا. وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: فيروس كورونا قادم إلى أميركا و«قد يكون سيئاً». كتب جوناثان بيرنشتاين أن النتيجة النهائية هي شعور لا مفر منه بأن هذا الشيء بعيد كل البعد عن «السيطرة التامة».