مارك غونغلوف
TT

الصين وروسيا وحرب باردة جديدة

رغم كونه شاسعاً وغامضاً وربما مميتاً، فإن الفضاء يوفر أيضاً نوعاً من المرح. فحتى عشاق الخيال العلمي يعرفون ذلك. هكذا قضينا سنوات نضحك على قوة الفضاء الأميركية الجديدة، خاصة عندما كشفت عن شعارها «ستار فليت».
لنعد إلى ذلك الشيء «المميت». لو أن الديناصورات كانت لا تزال موجودة لكانت حتماً ستخبرنا بأن صخرة متقنة التصويب يمكن أن تسقط على الأرض من الفضاء بفعل الجاذبية، وحينها ستكون نهاية اللعبة أو نهاية العالم؛ مما يجعل الدفاع عن الفضاء مهمة كبيرة.
ويبدو أن الصين وروسيا، خصمَا أميركا في الحرب الباردة الجديدة، قد استوعبتا ذلك ولديهما خطط كبيرة لعسكرة الفضاء، بحسب جيمس ستافريديس. فالاثنتان تتعاونان كفريق واحد على قاعدة فوق سطح القمر؛ مما يثير شبح تبادل إطلاق النار على غرار حلقات «آد أسترا». هما أيضاً تختبران تفجير الأقمار الصناعية، وهو الشيء ذاته الذي جاء كحبكة في فيلم «غرافيتي».
كتبت الزميلة كلارا فيريرا ماركيز تقول، إنه على الرغم من تاريخ روسيا الطويل في الفضاء، فقد واجه برنامجها أوقاتاً عصيبة مؤخراً. فالكثير من التخطيط المركزي وعدم كفاية المال أو الإدارة يعني أن روسيا تخسر ما كسبته لصالح الولايات المتحدة.
تكمن المشكلة في أن الاتجاهات الاقتصادية في فترة ما بعد «كوفيد» قد تشبه في نهاية المطاف اتجاهات ما قبل «كوفيد»، بل أسوأ من ذلك، بحسب تحذير بيت سوندرز. فإذا لم يعد الاقتصاد الأميركي على الفور إلى واقع ما قبل «كوفيد»، فإن الوظائف المستندة إلى «المعرفة» ذات الأجور المرتفعة على مدن السواحل الأميركية يمكن أن تصبح أكثر قيمة، في حين أن وظائف الضيافة في مدن «صن بيلت» قد تجف.
يرى الكاتب نوح سميث، أن الخطط الاقتصادية للرئيس بايدن تفترض أن مثل هذا النمط من الاقتصاد المتشعب قادم، وأنه يهدف إلى إدارة الانتقال من خلال زيادة ثروات ذلك العدد الهائل من العاملين في مجال «الرعاية» المعرّضين لخطر التخلف عن الركب. ويشمل هذا رفع الحد الأدنى للأجور وتقديم ائتمان ضريبي سخي للأطفال. قد يكون كل ذلك ضرورياً للتغلب على الصين في الحرب الباردة الجديدة، ولكن قد يكون صعباً من الناحية السياسية.
وحتى الآن يبدو أن هذه الخطط من غير المرجح أن تحظى بقدر كبير من تأييد الجمهوريين.
يوافق بعض المحافظين في الواقع على فكرة زيادة الائتمان الضريبي للأطفال وضمان استمراريته. وكتب تايلر كوين يقول، إن الليبراليين لم يموتوا أو حتى يناموا، بل توقفوا فقط عن الجدل حول السياسة للتركيز على مشاريع مثل العملات المشفرة والقواعد على كوكب المريخ.
ما من شك في أن نشاط شركة «مايكروسوفت» باتت أكثر وضوحاً في النظام البيئي التكنولوجي. فقد جاء آخر استحواذ لها في شكل صفقة بقيمة 20 مليار دولار للتعرف على الصوت وصنع برمجيات الذكاء الصناعي، حيث تقوم هذه الشركة بتصنيع تطبيق يسمى «DAX»، يسجل زيارات الطبيب بحيث يمكن للأطباء قضاء المزيد من الوقت في النصح ووقتاً أقل في تدوين الملاحظات. يكتب تاي كيم، أنه يمكن أن يتولى الذكاء الصناعي العمل في مكان العمل، وهو المجال الذي تلعب فيه «مايكروسوفت» دوراً كبيراً. ورغم ذلك، لا يمكن للذكاء الصناعي كتابة الرسائل الإخبارية، وهو أمر غريب حقاً.

+