شريا أوفيد
بالاتفاق مع «بلومبيرغ»
TT

ثغرات «فيسبوك» تعكس أزمة ثقة

شأن أي علاقة تنشأ بين البشر، عندما تفقد شركة ثقة عملائها لا بد أن يولد لديهم شك لفترة طويلة بأن الشركة لا بد أن ترتكب جرماً فظيعاً مرة أخرى.
هناك شك في أن البنوك الشرهة ستواجه كثيراً من المخاطر مرة أخرى، مثلما أن هناك شكاً في أن سلسلة مطاعم «شيبوتيل» مثلاً ستكرر فعلتها لتفقد ما تبقى من ثقة عملائها. وعلى المنوال نفسه، هناك أيضاً اعتقاد بأن شركة «فيسبوك» أقل من أن تكون منصة موثوقاً بها كسجل للمذكرات اليومية. فبمجرد ضياع الثقة، يصبح من الصعب استردادها مرة أخرى، وكل هفوة صغيرة ستتعرض للتضخيم والمبالغة.
هذا بالضبط ما جرى لـ«فيسبوك» يوم الجمعة الماضي بعدما نشرت خبر اكتشافها اختراقاً أمنياً يسمح للمتسللين بإمكانية اختراق وسرقة صفحات المستخدمين. وقد أفادت الشركة بأن الاختراق استهدف نحو 50 مليون حساب وأن إدارة الموقع أغلقت حسابات نحو 90 مليوناً آخرين إجراء احترازياً. غير أن الشركة لم تذكر ما إذا كان أي من تلك الحسابات قد جرى اختراقها بالفعل من خلال تلك الثغرة، أم لا.
لكن استناداً إلى المعلومات المتاحة عبر «فيسبوك» على الأقل، فقد تعاملت إدارة الموقع بسرعة وبشكل مسؤول بمجرد اكتشافها الثغرة الفنية. لكن مرة أخرى، فقد تراجعت أسهم شركة «فيسبوك» في البورصة أكثر من 3 في المائة، بحسب ما أوردته الأخبار، فيما تداول «فيسبوك» طائفة أخرى من التقارير الإخبارية التي أعادت للناس ذكريات شركة «كمبردج أناليتكا»، وحملة الدعاية الروسية، والعنف في ميانمار وغيرها من المآسي (فاقت خسارة «فيسبوك» قيمته السوقية نتيجة الثغرات الأمنية ما خسرته شركة «تيسلا» لصناعة السيارات جراء الدعوى التي أقامتها الحكومة ضد رئيس الشركة لتلاعبه بالسندات المالية).
ولكل من يشعر بالخوف من «فيسبوك» بعد مرور عامين على تلك الفضيحة، أقول إنه يكفي أن تضع كلمتي «فيسبوك» و«البيانات المخترقة» إلى جوار بعضهما في محرك البحث عبر الإنترنت لتعيد إلى الذاكرة كل المشاعر السيئة عن تلك الشركة. هذا هو حال أزمة الثقة، ومن الصعب تخيل نجاح «فيسبوك» في استعادة ثقة مستخدميه في وقت قريب. قد يرى مستخدمو «فيسبوك» أنه من الظلم انتقاد الشركة في كل خطوة تتخذها، لكن هذا هو الواقع.
* بالاتفاق مع «بلومبرغ»