سكوت ديك كومينورز
بالاتفاق مع «بلومبيرغ»
TT

العلماء الشباب في حاجة إلى المؤسسات العالمية

عندما كنت في الدراسة الثانوية، هل كنت تضيع وقت فراغك في مراكز التسوق أم تعمل على تطوير التشخيص الطبي الجديد؟
بعض الطلاب يهتمون بهذا العمل، وبفضل فيلمين من الأفلام الوثائقية الجديدة المنتجة لهذا العام، يمكننا الترحال معهم إلى ما يعتبر على نطاق واسع بأنه أولمبياد المسابقات البحثية، وهو «معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة». ويمنح المعرض لهؤلاء الطلاب الفرص لاكتساب الإشادة العلمية، وتعزيز أعمالهم البحثية، وتكوين الصداقات الجديدة. ولكن المعرض في واجهة المخاطر، فمن دون مصدر جديد للتمويل، يمكن للمعرض أن يتوقف تماماً عن الاستمرار.
ولقد كتبت من قبل مقالاً عن الطلاب المتميزين الذين يشاركون في أفضل المعارض العلمية اليوم. وهم يقدمون أبحاثاً رائدة على مستوى الدراسات العليا - ويعكفون على دراسة الصحة النفسية للمراهقين، على سبيل المثال، أو اختراع مرشحات المياه منخفضة التكلفة، والطائرات الجديدة.
والمنتجات النهائية لهؤلاء الطلاب رائعة للغاية. وعلى نفس القدر من الروعة، تلك الطرق والسبل التي يتلمسونها للوصول إلى أهدافهم.
يفتح لنا فيلم «معرض العلوم» المفضل لدى جمهور مهرجان صندانس للأفلام، والصادر في وقت سابق من هذا الشهر من إنتاج ناشيونال جيوغرافيك للأفلام الوثائقية، نافذة على هذه العملية. إذ يتغلب بعض المنافسين على عوائق هائلة: فإحدى الفرق القادمة من منطقة فقيرة للغاية في البرازيل، على سبيل المثال، نجحت في الوصول إلى «معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة» لعرض عملهم في مكافحة فيروس زيكا. وعلى نحو مماثل، يتتبع فيلم «اختراع المستقبل» الوثائقي، الذي عرض للمرة الأولى في الشهر السابق، الطلاب الذين يستلهمون الحلول العلمية من التهديدات البيئية في بلادهم.
إن كون المرء عبقرياً في مرحلة المراهقة يجلب معه الكثير من المفارقات كذلك: يتبع معرض العلوم طالباً ضعيفاً للغاية في مادة الرياضيات المدرسية بسبب أنه مشغول للغاية بمتابعة أبحاثه الخاصة في علم الرياضيات.
وبالنسبة لكل هؤلاء الطلاب، فإن العلوم تمثل لهم شغف حياتهم الأول والأخير. والمسابقات العلمية مثل «معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة» تمنحهم شيئاً يتطلعون طامحين إليه - ويمكن أن يحدث تغييراً جذرياً في حياتهم أيضاً. وعلى نحو جزئي، وبطبيعة الحال، يرجع ذلك إلى الإشادة والاعتراف وأموال الجوائز المطروحة على الطاولة. أما بالنسبة للكثيرين، لا سيما أولئك القادمين من مناطق (أو بلدان) الدخل المنخفض - فإن هذا المعرض الدولي يمكن أن يكون بمثابة الدفعة المطلوبة على الطريق نحو الكلية أو الجامعة الأفضل بالنسبة إليهم.
وعلاوة على ذلك، بالنسبة لكثير من نجباء العلوم في المدارس الثانوية، فإن «معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة» يعد الفرصة الأولى للتعرف على الطلاب الذين يشاركونهم محبتهم للأبحاث العلمية. والبالغون في المعرض - أي خبراء العلوم الذين يقومون مقام القضاة والسفراء - يمكنهم تقديم المشورة العلمية، والاتصالات المهمة التي تساعد الطلاب في حياتهم المقبلة. ويعتبر الحدث بأكمله بمثابة تبادل ما بين مختلف الثقافات، ويجتذب كذلك الطلاب من أكثر من 75 دولة، ومنطقة، وإقليماً.
وهذا المعرض لا يمس فقط حياة الطلاب الذين يتنافسون هناك. فإن إقامة معارض كمثل هذا المعرض يعزز البرامج البحثية الموسعة للطلاب حول العالم. (ويظهر هذا بصورة بارزة في فيلم «معرض العلوم»: فإحدى بطلات الفيلم هي سيرينا ماكالا المعلمة من جيريشو في نيويورك والتي شكلت فريقاً متميزاً للغاية في مجال العلوم يتكون من المهاجرين).
إنني أعرف القيمة الحقيقية لمعارض العلوم بشكل مباشر، حيث ساعدتني في أن أمضي قدماً في مسيرتي وحياتي المهنية. فلقد كنت محظوظاً للغاية كي ألتحق بمدرسة ثانوية تضم معلمين كانوا يشجعون الطلاب على الأبحاث، فضلاً عن مركز التميز العلمي في معهد بحوث علوم التعليم الملحق بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. ثم تنافست بعد ذلك في «معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة»، وكان الأشخاص الذين تقابلت معهم هناك لا يزالون جزءاً لا يتجزأ من حياتي منذ ذلك الحين وحتى اليوم.
وذلك هو السبب في أنني أحد أعضاء هيئة التحكيم في ذلك المعرض في كل عام، وهو السبب في انضمامي مؤخراً إلى المجلس الوطني الريادي لجمعية العلوم والجمهور، والذي كانت مؤسسة غير هادفة للربح تعمل على إدارة المعرض سنوياً. وعلى نطاق أوسع، كان هو السبب في أنني أريد للبحث العلمي - وللفرص التي تتأتى معه - أن يكون أسهل وصولاً من قبل الطلاب في كل أرجاء العالم.
ولكننا نخاطر باتخاذ خطوة إلى الوراء. ففي أوائل عام 2017، قالت شركة إنتل إنها تخطط لوقف إسنادها للمعرض بعد عام 2019. ومن دون الرعاة الجديد، فإن «معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة»، وما ينتح عنه من آثار ونتائج، سوف يضمحل ويتلاشى إلى دائرة النسيان.
لذا، فإن الشركات الأميركية (والشركات الدولية كذلك) مدعوة وبكل قوة للتدخل والمساعدة. إن علماء الغد في حاجة ماسة إلى المساعدة. اذهبوا وشاهدوا فيلم «معرض العلوم» وفيلم «اختراع المستقبل» الوثائقيين لتعرفوا عما أقصد وعن أي شيء أتحدث.
* بالاتفاق مع «بلومبرغ»