كاثي أونيل
TT

نظارات «غوغل» مساعد طبيب

أكره نظارات «غوغل» وأعتقد أنني قد توصلت إلى طريقة أجعل بها الجميع يدرك المستقبل المرير الذي ينتظرها، وهنا أنصح بإعطائها لمضيفي الطيران.
كان صيف عام 2014 نقطة تحول بالنسبة لي. فقد اعتبرت نفسي دائماً شخصاً لطيفاً لا يميل مطلقاً للعنف مع الغرباء. لكن في تلك الفترة وخلال مؤتمر صحافي بوادي السيليكون، شاهدت شاباً يرتدي نظارة «غوغل» المتصلة بكاميرا صغيرة. وقتها شعرت برغبة في توجيه لكمة قوية إلى وجهه، فقد جعلني ذلك أشعر بمعنى الرجعية. كرهت الشاب لاعتقاده بأن الجميع يجب أن يرضخ لرغبته في إقحام التكنولوجيا في حياة كل من يقابله.
بعدما فشلت التكنولوجيا كسلعة استهلاكية، شرعت «غوغل» في تسويقها سلعة صناعية، حيث ظهرت بعض فوائدها في هذا الاتجاه. في مجال الرعاية الصحية، على سبيل المثال، يمكن لنظارة «غوغل» مساعدة الأطباء والممرضات في المهام الكبرى مثل التعامل مع أعداد كبيرة وفي الحصول على بياناتهم بدقة. لن تتطلب تلك النظارة استخدام تكنولوجيا التعرف عن طريق ملامح الوجه، حيث سيكون الاعتماد فقط على أساور اليد التي تضعها إدارة المستشفى في معصم كل مريض. بالطبع هناك مخاوف تتعلق بالخصوصية، فالنظارة يجب ألا تظهر سوى البيانات الضرورية مثل حاجة المريض إلى دواء أو هل يتحدث الإنجليزية، وليس ما إذا كان متزوجاً أو يحمل فيروس «إتش آي في» مثلاً. لكن النتائج المبدئية تبدو مغرية، فالأخطاء نادرة، وعمليات الفرز باتت أفضل وأسهل. لكن تلك الإيجابيات لا تعني أن نظارات «غوغل» ستكون مفيدة للبشرية. لنفكر مثلاً في مضيفي الطيران، فعملهم قريب الشبه بالتمريض، وللمعرفة الدقيقة بكل راكب قيمتها الكبيرة. فبحسب ما أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال»، قد يرغب بعض المسافرين في الاحتفال بعيد ميلادهم، وقد يود بعضهم لو أن المضيفة قدمت لهم مشروبهم المفضل على الطائرة في الحال، وقد لا يحبون الإفصاح عن حالتهم الاجتماعية أمام باقي الركاب، خصوصاً لو أنهم يتمتعون بقدر من الجاذبية.
الآن تخيل لو أن بعض مضيفي الطيران يرتدون «غوغل غلاس». هنا سنتجه إلى خاصية التعرف عن طريق ملامح الوجه التي ستعمل دون مشكلات بالنظر إلى أن هويات المسافرين بالطائرة لا يفترض أن تكون سرية. وهنا سيعلم المضيف كل شيء عنك.
تعتبر تجربة الطيران التجاري من الخبرات السيئة نظراً لأنها تصنف الناس وفق نوع التذكرة التي يشترونها. فكثيراً ما ننقلب على بعضنا بسبب شح المال ونضطر إلى دفع المزيد للارتقاء بمستوانا. هل من طريقة أفضل لضبط سير التجربة هنا أفضل من استخدام «غوغل غلاس» للتعرف على متطلبات الضيف المزاجية؟ الهدف هنا هو خلق إحساس الغيرة الذي يشعر به الإنسان عند المرور وسط كبائن الدرجة الأولى في رحلة دولية.
يمكننا تنفيذ ذلك حتى في الحافلات بأن نقدم للضيوف المفضلين مشروبهم المفضل فوراً مع كيس من المقرمشات التي يحبونها لنفجر إحساس الغيرة وسط الباقين لحثهم على دفع فارق السعر للارتقاء بمستواهم. يمكن أيضاً استخدام تلك النظارات لإضافة مستوى آخر من التمييز الطبقي قبل ركوب الطائرة بأن نسمح للعالمين على أبواب المطار باستعمال هذه النظارات لانتقاء من تبقى من كبار الضيوف الذين لم يصعدوا للطائرة بعد.
إذا لم يجعلك كل هذا تفكر في تحطيم تلك النظارات، أرجوك لا تفكر في توجيه لكمة لمضيفي الطيران الذين يضعونها على عيونهم.
- بالاتفاق مع «بلومبيرغ»