كاثي أونيل

كاثي أونيل

خوارزميات «فيسبوك» أكبر من أن يتم إصلاحها

أوصلت الشهادة التي أدلت بها مقدمة البلاغ فرانسيس هوغان أمام الكونغرس الأميركي الأسبوع الماضي رسالة مهمة للوطن مفادها أن منصة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تضر بنشاط الملايين، وربما المليارات من المستخدمين في جميع أنحاء العالم، من خلال مجموعة من الخوارزميات المصممة لزيادة المشاركات وإيرادات الإعلانات. من شأن هذا أن يطرح سؤالاً هو: ما الحل؟ إن حجم المهمة وتعقيدها يحولان دون طرح إجابة بسيطة. لكن بصفتي شخصاً يصنع خوارزميات تدقيق حية، ويسعى للحد من الضرر الذي قد ينجم عنها، فإن لدي بعض الأفكار: عندما أقوم بعمل ما، فإنني أفكر أولاً فيمن تؤثر هذه الخوارزمية.

«فيسبوك» و«تويتر» لا يمكن لهما مراقبة ما ينشر

مراراً وتكراراً، تعهدت شركات التواصل الاجتماعي المختلفة بالقيام بأداء أفضل. وفي عام 2018، صرح مارك زوكربيرغ رئيس شركة «فيسبوك» أمام الكونغرس بأن الذكاء الصناعي سوف يعمل على حل المشكلة تماماً. وفي الآونة الأخيرة، استحدثت شركة «فيسبوك» مجلس الإشراف والرقابة الخاص بها، وهو عبارة عن مجموعة من الخبراء يُزعم بأنها مستقلة، وهم نظروا خلال اجتماعهم الأخير في خمس حالات كبرى من التشكيك في قرارات إدارة المحتوى الخاصة بالشركة - وهو رقم ضئيل للغاية عند مقارنته بالكمية الهائلة من المحتوى الذي تعالجه شركة «فيسبوك» من منشورات المستخدمين بصفة يومية. لا أرغب حالياً العمل في شركة لوسائل التواصل الاجتماعي.

«غوغل» و«فيسبوك» والخصوصية

إن لم تكن قد سمعت عن صعود وهبوط تطبيق «Ever - إيفر» للصور، فإنني أقترح عليك الانتباه لهذا المقال. فإنَّ قصة هذا التطبيق تعكس كيف يمكن للحكومة - إن أرادت - أن تجبر شركات التكنولوجيا العملاقة مثل «غوغل» و«فيسبوك» على احترام خصوصية المستخدمين. على غرار العديد من الخدمات السحابية الأخرى، وفر تطبيق «Ever - إيفر» للمستخدمين مساحة لتخزين صورهم الخاصة. ثم انطلق التطبيق لما هو أبعد من ذلك من خلال استخدام تلك الصور في تطعيم لوغاريتمات التعرف على الوجوه، التي قامت بنقلها إلى وكالات إنفاذ القانون، والعملاء المحتملين الآخرين.

ينبغي أن تكون معارك اللقاح علانية

الواضح أن اتخاذ قرار بخصوص مَن يحصل على لقاح فيروس «كوفيد - 19»، ومن يتعيّن عليه الانتظار، لن يكون بالأمر السهل. وتعكف السلطات بمختلف أرجاء العالم على بناء منظومات لوغاريتمية متنوعة لتقييم الفئات المهمة، والفئات الأكثر عرضة للخطر، وكيف تنبغي موازنة مثل هذه الاعتبارات. في الواقع، السرية تخلق أجواء عامة من غياب الثقة والإحباط.

ربما لن تحل مشكلة النظام المالي الحالي

بعد مرور عشر سنوات على الأزمة التي دفعت بالعالم إلى حافة الانهيار، فإن المستشرفين لمستقبل أقوى اقتصاد في العالم ما زالوا يصرون على أنهم قد نجحوا في الحد من تبعات أزمة مالية عالمية جديدة، وأن مشكلة واحدة فقط قد تبقت، وهي إيجاد نظام مالي مختلف، وليس نظاماً أفضل لإدارة المخاطر. كنت أجلس في الصف الأول بالمؤتمر الذي تناول الأزمة المالية التي هزت العالم في 2008، والتي نوقش خلالها انهيار بنك «ليمان براذرز» الاستمراري الأميركي. وقد عملت في السابق محللاً لدى صندوق تحوط «دي شاو» الذي يمتلك البنك 20 في المائة من أسهمه. وعملت كذلك في إعداد نماذج لأسواق المستقبل مع لاري سمرز الذي كان مديراً تنفيذياً.

تحيزات خفية داخل الأنظمة اللوغاريتمية

الواضح أن الرئيس دونالد ترمب لا تروق له الأخبار التي يطالعها عن نفسه عبر «غوغل» و«فيسبوك» و«تويتر». ولذلك وجه اتهامات لهذه المواقع بالتحايل ضده - وضد جميع أنصار التيار المحافظ بصورة عامة. ورغم السخف الذي قد يبدو عليه ادعاء ترمب فإنه يحمل بعض الوجاهة. قد يكون ترمب على خطأ بخصوص فكرة أن هذه المواقع الإلكترونية الكبرى التي تعمل بمثابة حراس على بوابات شبكة الإنترنت تقمع عمداً وجهات نظر التيار المحافظ والقصص الإيجابية المتعلقة بترمب.

حرب معلومات مغلوطة

خرج علينا موقع التواصل «فيسبوك» بفكرة جديدة تمنع تدفق المعلومات الخاطئة، وذلك بوضع درجات تعتمد على سمعة مصدر الخبر لحث المستخدمين على الابتعاد عنه. ومعنى ذلك أنه في حال قمت بنشر مواد رأت الشركة صاحبة موقع التواصل أنها مريبة، سيتراجع تقييمك وسوف تجري إزالتك من خواص ما يعرف بـ«التغذية الإخبارية». وبقدر سخف ما يبدو لك ذلك الآن فأنا أؤيده. لكنني أعتقد أنه على الناس امتلاك صلاحية اتخاذ هذا القرار. صحيح أن هناك العديد من الشكاوى التي جاءت في محلها، لكن «فيسبوك» ليس هو القاضي المثالي ليحكم بأن شيئاً ما حقيقي، ذلك لأن نظام تقييمه ليس بالشفافية التي تجعلنا ندرك ماذا تعني منصة التواصل بكلمة «مريب».

تنظيم منصات التواصل الاجتماعي

تواجه الحكومات في كل مكان مهمة عسيرة تتمثل في كيفية تحديد البيانات التي يمكن للشركات من شاكلة «فيسبوك» و«غوغل» جمعها حول الناس، وما الذي يمكن فعله بهذه البيانات. وبالنسبة إلى الولايات المتحدة، فهناك مجموعة جديدة من المقترحات تقدم بها السيناتور مارك وارنر قد ترسم الطريق للمضي قدماً على هذا المسار. ومن نواح عدة، صارت أوروبا تمثل المعيار العالمي في مجال تنظيم البيانات الضخمة. ومنذ عام 1995، فرضت أوروبا القيود الصارمة على كيفية استخدام المعلومات الشخصية.

نظارات «غوغل» مساعد طبيب

أكره نظارات «غوغل» وأعتقد أنني قد توصلت إلى طريقة أجعل بها الجميع يدرك المستقبل المرير الذي ينتظرها، وهنا أنصح بإعطائها لمضيفي الطيران. كان صيف عام 2014 نقطة تحول بالنسبة لي. فقد اعتبرت نفسي دائماً شخصاً لطيفاً لا يميل مطلقاً للعنف مع الغرباء. لكن في تلك الفترة وخلال مؤتمر صحافي بوادي السيليكون، شاهدت شاباً يرتدي نظارة «غوغل» المتصلة بكاميرا صغيرة. وقتها شعرت برغبة في توجيه لكمة قوية إلى وجهه، فقد جعلني ذلك أشعر بمعنى الرجعية.