مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

العجوز اللّي خبيث نسمها

ونحن ما زلنا في هذا الشهر الفضيل؛ فإنني من دون شك قد قدرت ما قام به النائب الكندي مارك هولند عندما قرر أن يخوض تجربة الصوم في شهر رمضان رغم أنه غير مسلم، ليفهم أكثر كيف يحس الفقراء.
وأشار هولند إلى أنه قام بتجميع أموال الأكل التي يقتصدها خلال رمضان حتى يمنحها للمحتاجين، لتستقبل كلمته داخل البرلمان بحفاوة كبيرة من باقي النواب.
ووصل فيديو لحظة إعلان النائب الكندي غير المسلم قراره بصيام رمضان إلى عدد كبير من المشاهدين في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصل عددهم بعد 24 ساعة من بثه على «فيسبوك» إلى أكثر من 3 ملايين مشاهد.
وأكثر من 95 في المائة منهم كانوا معجبين به ومؤيدين له، بل إن بعضهم سوف يصومون مثلما صام.
***
التي أعجبتني هي مباراة في كرة القدم، حيث جمعت قساوسة مسيحيين في فريق، والطرف الآخر أئمة مسلمون، والذي تولى تحكيم المباراة هو حاخام يهودي.
وأقيمت برعاية لاعب المنتخب الألماني المسلم مسعود أوزيل، تحت عنوان «مباراة عبر الأديان»، وحضر عمدة مدينة دوسلدورف لإلقاء كلمة قبل المباراة، معبراً عن سعادته بهذا النهج لتسامح الأديان، ولتبريره من وجود حَبر يهودي حكماً، قائلاً: إنني لست خبيراً في قضايا الأديان، لكن ما أعرفه هو أن النبي إبراهيم يجمع بين الأديان الثلاثة.
وانتهت المباراة بفوز فريق الأئمة بأربعة أهداف مقابل هدفين، وسط حضور جمهور كبير من مختلف الديانات، وتصافح الجميع في دعوة غير مباشرة للتعايش والتسامح الذي يضم الفئات في جميع البلاد – انتهى.
وعلى هذا فليتنافس المتنافسون، بدلاً من الأحزمة الناسفة، والطائرات من دون طيار.
والآن ما علينا إلا أن نشد الرحال إلى موسكو لمتابعة كأس العالم، حتى لو كنّا جالسين أمام التلفزيونات في منازلنا «نأزأز لب».
***
جينار بوليتشا، يمتلك أغلى لسان في العالم، حيث تصل قيمة التأمين على لسانه عشرة ملايين يورو وخمسة سنتات، وقد وظفته متذوقاً للقهوة، ومحدداً لمدى جودتها شركة «كوستا كافيه» في بريطانيا.
وما أحوجنا هنا لمحدد لمدى جودة قهوتنا العربية؛ لأن الأغلبية لا يتقنونها.
ولا أنسى عندما شاهدت في أحد المجالس رجلاً من البادية، وعندما صبّوا له القهوة ووجدها «مالغة»، فما كان منه إلا أن يدفق الفنجان باشمئزاز، ثم يقول هذا البيت من الشعر النبطي:
القهوة اللّي ما تبهر من الهيل - مثل العجوز اللّي خبيث نسمها.
صح لسانك.