مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

يا ويله ويا سواد ليله

اشتهر المعتصم العباسي باسم «المثمن»؛ لأن الرقم 8 لعب دوراً مهماً في حياته، فهو ثامن الخلفاء العباسيين، ودامت خلافته ثماني سنوات وثمانية أشهر، وشهد عهده ثمانية فتوحات عسكرية، وترك من الأولاد 8 أولاد و8 بنات، وكانت ولادته عام 108م في الشهر الثامن من السنة، وكل حاجب من حاجبيه يشبه 8 بالرقم العربي.
وتوفي وله من العمر 48 سنة، ولم يكن ينقصه إلاّ أن يتوفى وعمره 88 سنة لتكتمل الحسبة، غير أن الحظ كان له بالمرصاد ولم يحقق الرقم القياسي.
***
بمناسبة السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، هل تعلمون أن أول امرأة عربية جلست خلف مقود السيارة ومنحت رخصة قيادة هي عباسية أحمد فرغلي المصرية، وذلك عام 1920، وأن المرأة العراقية حصلت على ذلك عام 1926، والمرأة العدنية حصلت عليها عام 1934، والمرأة الخليجية في البحرين حصلت عليها عام 1945، وأن آمنة عطية السودانية حصلت على الرخصة قبل أكثر من 75 سنة، لكنها للأسف صدمت بسيارتها وخرجت منها وهي سليمة، غير أن أكثر من تأذى من تلك الصدمة هو زوجها الذي كان معها، وللأسف أن أسنانه كلها عن بكرة أبيها قد تهشمت، وركّب له فيما بعد طقم أسنان، وبعد أن توفي - رحمه الله - وقبل أن يدفنوه أول ما شالوا له، شالوا طقم أسنانه.
***
كان الرسام بيكاسو مستلقياً على رمال الشاطئ في إحدى مناطق الجنوب الفرنسي، فشاهده زوجان، واستغلا الفرصة وأعطيا طفلهما ورقة، وطلبا منه أن يذهب إليه لكي يرسم عليها، فذهب ومدها إليه، فكّر الرسام قليلاً ثم مزقها، وأحضر ألوانه وفرشاته، ورسم على ظهر الطفل وبطنه ما قدر له أن يرسم، ثم وقع عليها.
وطلب منه أن يذهب إلى والديه، وكان الرسام يبتسم، بخبث ويتساءل بينه وبين نفسه: هل يا ترى سوف يجرآن على غسله بعد اليوم؟!
غير أن بيكاسو لم يعرف أن والدي الطفل كانا أكثر خبثاً وذكاء منه؛ لأنه عندما كان هو يرسم، كانا يصوران عمله بصور متحركة وثابتة، وبعد ذلك بأيام عدة عرضا الصور للبيع، واشتريت بمبلغ كبير جداً – خصوصاً أن توقيع بيكاسو كان واضحاً عليها كوثيقة.
***
قالت العرب: إن على كل راغب في الزواج أن يبتعد عن ستة أنواع من النساء هن: الأنانة، والحنانة، والمنانة، والحداقة، والبراقة، والشداقة.
هل تصدقون أنني لم أفهم ولا كلمة واحدة مما سبق (!!)، لكن «يا ويله ويا سواد ليله» من كانت زوجته تحمل كل تلك الصفات.
أما لو صبر عليها فمأواه الجنّة إن شاء الله.