عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

صدمة خروج بطل العالم!

لم يجد المدرب العالمي مورينهو عيبا في الفريق الإسباني الذي صدم متابعي نهائيات كأس العالم لكرة القدم بالخروج مبكرا إلا الأسلوب، حيث لم يحاول الفريق الإسباني بقيادة دل بوسكي اللعب عن طريق الأطراف مصرا على التوغل من العمق في وقت كانت فيه نقطة الضعف في هولندا وتشيلي هي الأطراف، وظل أداء الإسبان بطيئا مثيرا للشفقة، على حد تعبير مدرب تشيلسي مورينهو.
ولم يطل مدرب الآرسنال أرسين فينغر الحديث حول الخروج الصدمة وشاهدته تلفزيونيا بعد مباراة تشيلي وإسبانيا مباشرة حيث ركز على ضعف الدفاع الإسباني، مشيرا إلى أن بطل العالم لم يشفع له المستوى الضعيف بالبقاء.
وقد بدأت برأيين مهمين لأن مورينهو أعلن عن ثقته بإسبانيا بعد صدمة الخمسة الهولندية في حين أكد فينغر أن إسبانيا يمكن أن تهزم هولندا لو أعيدت المباراة بينهما. ولم يبتعد خبراء التحليل كثيرا بعد الخسارة الإسبانية والخروج من المونديال، حيث انصب التركيز على الأداء الإسباني عموما، والذي كان بمثابة الصدمة. ثمة من تحدث عن فوضى في اللعب وضعف الجانب البدني وهناك من أشار إلى انعزال الهجوم، حيث لم يجد كوستا أي دعم طيلة المباراة ومن رأى أن الاختيار العناصري لم يكن موفقا وكان من الواجب الاستعانة بالمايسترو تشافي.
ويستمر التحليل ربما لأيام وهو بالتأكيد ينصب غالبا كما قلت مرارا حول النصف الثاني من المعادلة لأن ثمة اتفاقا حول النصف الأول المتعلق بالمقدرة. لم يشكك أحد أو يقلل من الكفاءة الإسبانية قبل البطولة. وجاء النصف الثاني مفاجئا صادما، ومن هنا تبدأ التحليلات والتركيز على الأداء الضعيف، سواء من جانب المدرب أو اللاعبين. ولا شك أن طرح الأسباب مهم أيضا، وقد أشار أحد المحللين إلى أن خلل التحضير قد يكون موجودا فيما ذهب أحدهم بعيدا مؤكدا أن إسبانيا تراجعت بتراجع برشلونة في الفترة الأخيرة وكان تراجع بطل العالم مبررا لاعتماد إسبانيا على عناصر مهمة من صفوف برشلونة.
ولم تسعف المقدرة العالية الفريق الإسباني لأنها ليست كافية على الإطلاق، ولا بد أن يكملها الجهد من قبل كل الأطراف وتكون الطاقة البدنية والنفسية والذهنية في أفضل حالاتها. ولذلك كانت الصدمة والسؤال الكبير الذي طرحه الكبار: لماذا؟!
لم تكن إسبانيا أول بطل يخرج من الدور الأول، فقد خرجت إيطاليا مرتين وخرجت فرنسا مرة وقبل ذلك خرجت برازيل بيليه وجارنشيا عام 1966، وكانت أكبر صدمة كروية، وخصوصا في البرازيل، حيث أدى الخروج غير المتوقع للبطل إلى حالات انتحار. خروج البطل مفاجأة، ومثل هذه الأحداث تزيد اللعبة إثارة، لكن الابتعاد مبكرا يقلل من قوة المنافسة بلا شك.
هل انتهت الكرة الإسبانية؟! الخبراء يؤكدون: لا.. ستعود إسبانيا مستقبلا بعد إجراء تغييرات يفرضها الواقع. انتهت فقط مرحلة جميلة. والكرة الإسبانية مثل غيرها تفوز وتخسر. لكن الحقيقة المحزنة هي أن الوقت قد حان كي نودع أحد أفضل من رأيناهم في الملاعب.. ملك التمرير تشافي وبقية فرقة «التيكي تاكا» والعقد الإسباني الفريد. وداعا للمرحلة التاريخية. وداعا لأوركسترا قلما نشاهدها في ملاعب كرة القدم.
[email protected]