عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

مفاجأة التصويت!

فاجأني لويس إنريكي المدرب الجديد لفريق برشلونة لكرة القدم، حين قرر إجراء تصويت لاختيار قائد «كابتن» للفريق.
وفي ظني أن اختيار إنريكي تحديدا، يدل على توجه ورغبة صناع القرار بالنادي الكتالوني في إحداث تغييرات جذرية في صفوف الفريق، وبناء فريق بطل جديد كما فعل غوارديولا؛ أي أنها مرحلة جديدة ومنعطف بطولي آخر بعد نهاية مرحلة المدرب الأسطوري غوارديولا في برشلونة.
لا شك أن صناع القرار في أي ناد، سواء كان المالك أو الرئيس أو الإدارة العليا، يبحثون عن الإنجازات وارتفاع أسهم النادي، بغض النظر عن استراتيجية أو خطط المدربين. لا يهم كيف تحقق البطولة، المهم أن تحققها لي. ومن المؤكد أن إنريكي يعرف ماذا يريدون منه، ويدرك حجم المسؤولية الضخمة؛ لأنه جاء بعد مدرب تاريخي، وعرف أن تاتا فشل وأخلى مقعده بعد مشوار قصير مع البرشا. قرر تاتا نفسه التخلي عن منصبه لأن الحكم على الأداء سهل في عالم المنافسة، والإنجاز هو العنوان.
أعجبني إنريكي حين تحدث عن خططه وعلاقاته مع اللاعبين ونظرته الخالية من العجرفة والنرجسية، مؤكدا أن الكل عنده سواء، لا فرق بين نجم كبير وآخر، علما بأنه لم ينكر أن كل فريق لا يخلو من الرؤوس الكبيرة، وأشار إلى أنه سيجلس مع مايسترو الفريق القائد تشافي للحديث عن مستقبله، وكأن المدرب الجديد يلمح إلى نهاية مشوار الفذ تشافي نهائيا أو انتقاله إلى موقع آخر، كما أن التركيز على تشافي يشير إلى أن إنريكي يريد بناء فريق شاب.
وعودا على بدء، أقول إن التصويت فاجأني لأن اختيار الكابتن بالتصويت من قبل لاعبي الفريق منهجية مختلفة جدا، وخطوة تعبر عن سياسة المدرب وفلسفته. أشعر بأن المدرب قد تخلى عن المواصفات أو الشروط التي يجب أن تتوافر في الكابتن، وذهب إلى قيادة من نوع مختلف، ألا وهي القيادة الاجتماعية. ومثل هذا التصويت قد يجعل من المهاجم قائدا وهو أمر ليس جيدا في كرة القدم الحديثة، ثم إن مواصفات القيادة الرسمية تختلف عن مواصفات القيادة الاجتماعية.
تذكرت ممارسات الأندية السعودية حين كان اختيار «الكابتن» عن طريق إدارة النادي، وهو أمر مضحك؛ لأن القائد ليس مجرد مندوب للإدارة داخل الملعب، بل هو الموجّه ونائب المدرب أثناء المباراة، ولذلك فإن أفضل من يمكنه اختيار قائد الفريق هو المدير الفني أو المدرب ذاته الذي يدرك مدى أهمية وجود قائد له كلمته وسحره وتأثيره.
الحقيقة أن بعض المدربين لا يهتمون كثيرا بهذا الجانب، وقد لمست ذلك بنفسي، في حين أن بعض المدربين يرون أن من بين أولويات تعاقداتهم الشروع في اختيار «كابتن» جيد للفريق.