زاهي حواس
عالم آثار مصري وخبير متخصص بها، له اكتشافات أثرية كثيرة. شغل منصب وزير دولة لشؤون الآثار. متحصل على دبلوم في علم المصريات من جامعة القاهرة. نال درجة الماجستير في علم المصريات والآثار السورية الفلسطينية عام 1983، والدكتوراه في علم المصريات عام 1987. يكتب عموداً أسبوعياً في «الشرق الأوسط» حول الآثار في المنطقة.
TT

بيرو بين الحاضر والماضي

اشتكى وزير السياحة في بيرو من قلة عدد السائحين لبيرو أمام رئيس الجمهورية، وذلك لعدم استكمال مشروعات الطرق والمواصلات والخدمات التي يحتاج إليها السائح، خاصة الغرف الفندقية التي تناسب كل الإمكانات. جاءت هذه الشكوى على الرغم من أن هناك كشفاً لمقبرة سيبان الذهبية التي يمكن أن تضع السياحة وبيرو على قمة السياحة العالمية. وقد وافق رئيس الجمهورية على فكرتي بعمل معرض يطوف العالم بالمقبرة الذهبية، على أن يكون هناك برنامج للفائدة الإعلامية والسياحية والمادية في الوقت نفسه، وخاصة لأن هذا الكشف يوازي في ظني الكشف عن مقبرة الملك «توت عنخ آمون»، مع الوضع في الاعتبار عامل القدم بأكثر من 1500 سنة لصالح توت عنخ آمون.
وهناك العديد من الموضوعات التي يجب أن نعرفها عن بيرو... أولاً أن عدد السكان 31 مليون نسمة... وهناك المعارضة قوية جداً، حيث خسرت رئيسة المعارضة الانتخابات الرئاسية بنحو 70 ألف صوت فقط، وسيطروا على البرلمان تماماً ويقيلون العديد من الوزراء؛ وهناك خوف من القيام بأي خطوات إيجابية أو سلبية لخوفهم من المعارضة... وتشتهر بيرو بالذهب والفضة والمعادن، وتشكل أهم صادرات البلد، وتعتبر الصين أهم بلد لاستيراد هذه المعادن، وبعد ذلك تأتي الولايات المتحدة.
تحتفل بيرو بعيد الاستقلال يوم 28 يوليو (تموز) من كل عام، الذي يشير إلى يوم خروج الإسبان من البلاد بعد احتلال دام ثلاثمائة سنة... ولذلك وخلال زيارتي وجدت علم بيرو معلقاً على كل سيارة وكل منزل، وفي هذا اليوم يلقي رئيس الجمهورية خطاباً مهماً جداً أمام البرلمان... الرئيس الحالي محبوب من الشعب، والرئيس السابق وزوجته في السجن حالياً لمدة ثمانية عشر شهراً؛ وذلك لوجود فساد في عهده... تستعد بيرو من الآن لعمل احتفال ضخم في 28 يوليو 2021 بمناسبة مرور مائتي عام على الاستقلال؛ ولذلك سوف يتم إرسال معرض مقبرة سيبان الذهبية للخارج بهذه المناسبة... وأهم ما تنتجه بيرو من المحاصيل الزراعية هي البطاطس، وهناك العديد من أنواع البطاطس التي تصدر إلى الخارج.
انحسرت السياحة في الماضي منذ عام 1991؛ وذلك لانتشار وباء الكوليرا، وسبب وجود 3 ملايين سائح الآن قد يكون اقتصادياً بحتاً؛ رغم أن بيرو تمتلك متاحف ومواقع أثرية على أعلى مستوى... والبلاد المجاورة لبيرو جميلة وبها فنادق صغيرة، والغريب هو انتشار «التوك توك» كوسيلة للمواصلات الأساسية. المتاحف الخاصة منتشرة في العاصمة، وقد زرت متحف لاركو وتملكه أسرة وتديره جمعية، وهناك العديد من المتاحف المتخصصة، وتقوم وزارة الثقافة الآن ببناء المتحف القومي بالعاصمة ليما... والآثار تتبع الثقافة، وهناك نائب وزير لشؤون الآثار. وفي لقائي مع رئيس الجمهورية تحدثنا عن السياحة، وأكد الرئيس ضرورة أن يكون هناك وزير واحد للثقافة والسياحة، وشرحت للرئيس أن الثقافة بعيدة عن السياحة من ناحية الإدارة، ولكن يجب أن يكون هناك تقارب بين عمل الوزارتين؛ أي يستغل وزير السياحة الأحداث الثقافية لجذب السياحة لبيرو. أما الحدث الذي ترك أثراً في نفسي فهو قيام جامعة لايولا بإعطائي الدكتوراه الفخرية... هذا التقدير والوسام الشمسي الذهبي وضع بيرو في قلبي.